تفعیل آلیات ضمان المضارب و المشارک فی ضوء مقصد حفظ المال

توضیح

من مقاصد الشریعة مبدء حفظ المال وعدم إتلافه، لأن به قوام الحیاة، ومع أنه مقصد إسلامی فهو أیضا فطرة بشریة، ولهذا فقد اشتمل الدین الإسلامی العدید من التشریعات التی تؤسس أحکاما کثیرة تقصد کلها إلى تحقیق حفظ المال، وبعد ما أحجمت کثیر من البنوک الإسلامیة عن تطبیق منتج المضاربة أو المشارکة لعدم ضمان رأس المال فقد ظهرت إلى الساحة دعوات لابتکار أسالیب متعددة لحفظ المال وحمایته من الضیاع، ولهذا ینوی الباحثان فی هذا المبحث أن یتطرقا إلى مسألة فی غایة الأهمیة بالنسبة لسیر العملیة الاستثماریة فی المصارف الإسلامیة، وهی مسألة تفعیل الضمان سواء من المضارب أو الشریک، وهذه المسألة مما اختلفت فیه آراء الباحثین المعاصرین، منهم من رکز الجانب الاقتصادی ومتطلباته المعاصرة فاتجه إلى إیجاب ضمان المضارب المشترک قیاسا على الأجیر المشترک، وأما المعارضون لمسألة التضمین فقد بنوا رأیهم على النظرة الفقهیة التی تقوم على قاعدة الغنم بالغرم قائلین أن المضارب أو المشارک لا یضمن إلا أن یکون ذلک بالتعدی أو بالتقصیر، وبناء على هذا، جاء هذا البحث محاولة لتفعیل آلیات ضمان المضارب أو المشارک لتکون هذه المنتجات من الصیغ المعتمدة عند البنوک الإسلامیة، ولأجل تناول الموضوع بالدراسة والتحیل