أدلة الإثبات العلمیة ودورها فی تکوین قناعة القاضی الجزائی

توضیح

إنّ الإثبات الجنائی بالوسائل العلمیة یمثل الجانب التطبیقی لنظام یتلاءم و الواقع الحالی، لما فیه من تطور تکنولوجی سـریع ینسجم مع الأسلوب الإجرامی الذی بدأ یستغل نتائج التطور العلمی و التکنولوجی فی ارتکاب جرائم جدیدة، غیر أنّ الواقع العملی یؤکد عدم مواکبة التشریعات هذه التطورات العلمیة و لم تستغل هذه الطفرة العلمیة إلاّ فی حدود ضیّ قة، والسبب فی ذلک الجدل و التضارب فی مدى إمکانیة السلطات المختصة إلى خر ق بعض حقوق، حریات و خصوصیات الأفراد المصانة . الاعتراف بمشروعیة الوسائل العلمیة الحدیثة خصوصا فی الحالات التی قد یؤدی استخدامها من قبل من هنا تبرز ضرورة دراسة هذه الوسائل العلمیة من جوانبها المختلفة وصولاً إلى تحقیق التوازن المطلوب فی هذا المجال، حیث أنّ التطور العلمی قد مهّ د فرصًا کبیرة لاستغلال الآثار التی یترکها الجناة فی أماکن وقوع الجریمة ومعالجتها فنیّا کی تصبح أدلة إثبات یقینیّ ة مبنیّ ة على أسس علمیة یتمّ تقدیمها و من ثـمّ تتشکل لدیه قناعة اتجاهها فیحکم بما یملیه علیه ضمیره الحر. أمام القضاء الذی یضعها فی میزان التقدیر والفحص و التمحیص فی ملابسات و ظروف ارتکاب الجریمة إنّ القناعة الشخصیة للقاضی الجزائی مبدأ ثابت و أصیل لا یتزعزع و لا یقلّ شأنه مهما برزت الوسائل العلمیة الحدیثة لغرض الإثبات الجنائی، و إنّه لن یحل نظام الإثبات بالطرق العلمیة محل هذه القاعدة، بل هی دعامة إضافیة لطرق الإثبات فی المجال الجنائی، حیث یبنی القاضی حکمه سواء بالإدانة فالقانون یجسد العدل فی المجتمع و العلم هو السراج الذی ینیر الطـریق أمامه.
واژه‌های کلیدی: الإثبات الجنائی، أدلة الإثبات العلمیة، الوسائل العلمیة فی الإثبات الجنائی، الأثار المادیة، مسرح الجریمة، الخبرة الفنیة و العلمیة، القناعة الشخصیة للقاضی الجزائی، سلطة القاضی الجزائی فی تقدیر الأدلة، حجیة الدلیل العلمی، القاضی