توضیح

إن الفقه والفكر السياسيين يمثلان جزءا مهما من التراث الفقهي والفكري الذي تركه علماء المسلمين ومفكروهم. وكان الفقه السياسي يشكل هما إسلاميا عاما قبل سيطرة الاستعمار وتفتيت الخلافة العثمانية في القرن الثامن عشر الميلادي، ومراجعة المؤلفات الإسلامية السياسية ككتب الدواوين والوزراء، والأحكام السلطانية، والسير والأموال والخراج والحسبة لدى علماء السنة والكتب الخراجية والجهادية وأحكام الأرض والولاية والقضاء والحسبة وغيرها لدى علماء الشيعة الإمامية والزيدية والإسماعيلية خير دليل علي ما نقول.
وأما بعد ذلك فإن الاهتمام بالجانب السياسي أخذ طور الصعود تارة والنزول أخرى لظروف موضوعية سياسية واجتماعية فأثار تفتيت الدولة العثمانية حفيظة بعض المفكرين المسلمين حيث كتب رشيد رضا (( الخلافة العظمى )) وتحول فيه من معارض للحكم العثماني إلى داعية لقيام الخلافة من جديد، كما كان للواقع الاجتماعي التأثر في نتاجات علماء ومفكرين مسلمين في مناطق عدة من العالم الإسلامي، كشبه القارة الهندية، وإيران، ومصر ودول أخرى، فإن نشوء الحركة الإسلامية ( الإخوان المسلمين ) في مصر أدى إلى مساهمات نظرية – عملية عدة في المجال السياسي سواء من خلال شخص المرشد العام الشيخ حسن البنا، أم سائر قادة الإخوان كسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهما.