لم أکن أتوقع أن تحدث فتوای حول ما سمی «زواج المسیار» هذه الضجة فی قطر وفی الخلیج، وفی البلاد العربیة عامة، فقد وجدت صداها فی «المغرب» عندما زرته، منذ نحو أسبوعین أو أکثر، وهذا شأن کل أمر جدید على الناس، یختلفون فیه عامتهم وخاصتهم، حتى یستقروا على رأی موحد، أو یظل الخلاف قائمًا.
وأود أن أشیر هنا إلى أن اختلاف الرأی بین علماء الأمة فی فروع المسائل لا یقلق مخلصا، ولا یزعج مؤمنا، ما دام الاختلاف قائما على تعدد زوایا الرؤیة، وعلى تفاوت الأدلة والاعتبارات التی یستند إلیها کل فریق، ولیس مبنیا على اتباع هوى النفس أو أهواء الغیر، فإن اتباع الأهواء یغبش الرؤیة ویضل عن الحق: {وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَیۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِینَ} (القصص: 50)، ...