دور أهل الخبرة فی الإثبات الجنائی (دراسة على ضوء الفقه الإسلامی)

توضیح

مما لاریب فیه أنّ لأهل الخبرة دورا مهما فی کثیر من المسائل الحیاتیة والاقتصادیة والسیاسیة والفقهیة، بحیث لا یمکن الاستغناء عنهم لما لهم من الدور الأساسی والکبیر فی حلّ الکثیر من مشاکل الحیاة، وفضّ النزاعات والخصومات، ومن أهم القضایا فی عصرنا الحاضر هی لجوء المحاکم فی القضایا الجنائیة إلى قول أهل الخبرة و الاختصاص کخبیر البصمات، والطبیب الشرعی، وغیرهما، للکشف عن هویة الجانی، وتشخیص سبب الوفاة وغیرها من القضایا التی لایمکن للقاضی معرفتها والإحاطة بها نظرا لتطور الجرائم و تفنن المجرمین فی طریقه ارتکابها و استخدامهم الاسالیب و الوسائل العلمیه الحدیثه، لطمس معالم و آثار الجریمه.
وقد جاءت هذه الرسالة لتعالج جهة مهمّ ة وهی مدى مشروعیة الاستعانة والاعتماد علی أهل الخبرة
والأخذ بأقوالهم وتقاریرهم فی فصل الدعاوى، ومعرفة هویة الجانی، وإصدار الحکم على المتّ هم بالجنایة أوالبراءة عن طریق الوسائل العلمیة المتطورة کالبصمة وتحلیل الدم وغیرها، وذلک من وجهة نظر الفقه الإسلامی. وقد اعتمدنا فی منهج البحث فی أکثر المطالب على المنهج التحلیلی من خلال الاستدلال بالنصوص الشرعیة من الآیات الکریمة، والأحادیث الشریفة، وکلمات الفقهاء من المذهب الإمامی والمذاهب الأربعة الموجودة فی طیات کتبهم وفتاواهم.
ومن أهمّ النتائج التی توصّ لنا إلیها من خلال هذه الرسالة هی: أنّ النصوص الشرعیة من القرآن
الکریم والسنة النبویة تدل على حجّیة الرجوع إلى قول أهل الخبرة والتخصص، وکذلک آراء الفقهاء
الأعلام مع اختلاف مبناهم فی ذلک بأن قول أهل الخبرة حجة من باب الشهادة أو من باب الوثوق والاطمئنان أو من باب السیرة العقلائیة فی رجوع الجاهل إلى العالم، حیث توصلنا إلى أنه یعتمد فی القضایا الجنائیة وتشخیص هویة الجانی الحقیقی، وإصدار الحکم على طبق قول أهل الخبرة وتقریرهم فیما إذا أوجب للقاضی الوثوق والاطمئنان بما توصّ ل إلیه أهل الخبرة عن طریق الوسائل الحدیثة والمتطورة کتحلیل الدم والبصمة الوراثیة وغیرها، ویکون دور أهل الخبرة فی الإثبات الجنائی هو دور الکاشف لعلم القاضی. و مفتاحُ البحث عبارة عن الکلمات التالیة: (الخبرة الإثبات الجنایة الفقه الإسلامی علم القاضی).
الکلمات المفتاحیه: خبیر ، إثبات ، جریمة ، الفقه الإسلامی ، علم قاضی.