عنوان
الاحتجاج السیاسی المعاصر وضوابطه فی الفقه الإسلامی (فایل منبع موجود نیست)
نویسنده
ناشر
مجلة البيان بالسعودية (مستقبل الأمة وصراع الاستراتيجيات)، سال ۲۰۰۹، التقرير ۶، ص.: ۱۸۳-۲۰۶.
تاریخ نشر
۲۰۰۹م.
توضیح
أینما وُجد الإنسان، فلا یخلو اجتماعه مع الآخرین من بنی جنسه من تباین وجهات النظر تجاه کثیر من الأمور ،ومن هنا تنشأ ظاهرة المعارضة أو الاحتجاج بصورتها الأولیة، ومع تطور العلاقات الإنسانیة، وظهور الدولة الحدیثة ،تطورت ظاهرة المعارضة فی بُعْدها السیاسی، وتطورت معها ظواهر التعبیر والاحتجاج. وفی البلاد العربیة والإسلامیة، تعددت مظاهر الاحتجاج السیاسی، ولکن غابت الرؤیة الشرعیة والتأصیلیة لهذا الاحتجاج وظواهره المعاصرة. لم ینص أحد من الفقهاء الأوائل على صور محددة للمعارضة السیاسیة، أو الاحتجاج السیاسی، أو تناولها بالتعریف، مبینًا أوجه الاتفاق والاختلاف بینها، إلا ما کان من کمال الدین بن الهمام الذی قسَّم المعارضین والخارجین على طاعة الإمام إلى أربعة أقسام، ولم یُستخدم لفظ المعارضة أو الاحتجاج إلا حدیثًا، وإن کان معناهما قد وُجدا فی صور تطبیقیة کثیرة فی عهد النبی صلى الله علیه وسلم وعلى عهد الخلفاء الراشدین. وتأرجحت أقوال المعاصرین حول مشروعیة الاحتجاج السیاسی، وذهب بعضهم إلى القول بحظر الاحتجاج السیاسی، وتحریم صُوَره المعاصرة، والقول ببدعیتها مستندین إلى نصوص ترجّح جانب الطاعة للولاة والأمراء ،وغلبة المفاسد من جراء الاحتجاج السیاسی وبدعیة وسائله المعاصرة .لکن هذا الرأی اعتراه قصور فی قراءة التراث الفقهی السیاسی، وقصور فی الإحاطة بمدرکات السیاسة الشرعی. فالشریعة الإسلامیة تضمنت جملة من المبادئ والتوجیهات یمکن الاستدلال بها على مشروعیة الاحتجاج السیاسی، مثل الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، وحق التعبیر عن الرأی، ووجوب النصیحة، وتحریم الظلم والسکوت علیه، کما أن هناک سوابق تاریخیة فی عصر الرسالة تدلل على شرعیة الاحتجاج السیاسی. وهناک بعض القواعد الفقهیة والأصولیة التی تدلل على مشروعیة الاحتجاج السیاسی، من مثل قاعدة «الأصل فی العادیَّات الإباحة»، وقاعدة «لا ضرر ولا ضرار» وقاعدة «الضرر یُزَال.» وإذا کان الاحتجاج السیاسی أداةً من أدوات المطالبة بالحقوق، والدفاع عن قضایا الأمة، ونوعًا من الحراک الاجتماعی؛ لتصحیح مسار القرارات السیاسیة، ومظهرًا حضاریًّا للتعبیر عن الرأی؛ فلا بد من وجود حدود وضوابط لوسائله المتجددة فی الفقه الإسلامی، کما أن المجتمع الإسلامی بحاجة إلى رؤیة ترشیدیة لظاهرة الاحتجاج السیاسی ووسائله.
واژه های کلیدی: الخوارج، الفقه الاسلامی، المعارضة السیاسیة، الاحتجاج السیاسی، الصراع السیاسی، الاسلام والسیاسة، البغاة