عقوبة الإعدام و موقف التشریع الجنائی الإسلامی منها دراسة فقهیة مقارنة

توضیح

یعتبر هذا الموضوع من الموضوعات المهمة فی فقه العقوبات، بل یعتبر أشـد عقوبـة رادعة فی التشریع الجنائی، وذلک لصرامتها وعدالتها، على الرغم من أن النفوس البشریة کلهـا خلقت على الفطرة السویة إلا أن الخلل الذی یعصف بالأمة الإسلامیة وغیرها من الأمم الیـوم هو البعد عن أحکامه وتشریعاته، وانصرافها إلى التشریعات الوضعیة التی ثبت فشلها على کـل المستویات، إذ یعتبر نظام العقوبات الإسلامی أنجح الأنظمة، دون منازع حیث إنه نظام حمایـة للمجتمع سواء أکان ذلک على المستوى الفردی أم الجماعی فهو النظام الوحید الذی یحقق العدالة والأمن والإطمئنان، وإرساء السعادة الفردیة والجماعیة فی الدنیا الأخرى. ویهدف هذا البحث إلى دراسة أحکام عقوبة الإعدام فی التشـریع الجنـائی الإسـلامی، دراسة تفصیلیة متعمقة وذلک ببیان مفهومها، وأحکامه المتعلقة بها، وبیان خصائص هذه العقوبة وتمیزها فی حمایة مقاصد الشریعة الإسلامیة، وبیان مشروعیتها وحکمة هذه المشروعیة، ومدى العدالة الإلهیة فی سن هذه العقوبة وبیان أهدافها وشروط تطبیقها وصاحب الحق فـی تنفیـذها، وکیفیة تنفیذها بالطرق الشرعیة البعیدة عن المثلة والتعذیب، وموجبـات هـذه العقوبـة سـواء بالإعدام قصاصاً أو فی جرائم الحدود أو فی جرائم التعازیر، ومدى المسؤولیة الجنائیة الواقعـة على الأشخاص والموجبة لهذه العقوبة وأسباب قیام هذه المسؤولیة وأسباب سقوط هذه المسؤولیة الجنائیة، وموقف الإسلام والنظم القانونیة الوضعیة من هذه العقوبة وموقف القـوانین العربیـة والغربیة من عقوبة الإعدام، وآراء أعداء الإسلام فی هذه العقوبـة، والـرد علـیهم بـالحجج والبراهین الداحضة لأقوالهم، وبیان الضمانات الشرعیة لهذه العقوبة لکی تسیر بشـکل عـادل وبعید عن الحیف والظلم وبیان العوائق التی تعیق تطبیقها فی العصر الحاضر وبینت فیهـا أن عقوبة الإعدام مشروعة وأنها تهدف إلى قطع شأقة الجریمة والفساد، ولکنهـا لا تنطبـق إلا إذا توفرت شروط معینة ذکرتها فی ثنایا هذا البحث.