«طهارة الإنسان فی الإسلام: قراءة نقدیة فی نظریة نجاسة غیر المسلم»

توضیح

المقدمة
مدخل فی أهمیة دراسة موضوعة طهارة الإنسان فی الفقه الإسلامی
طهارة الإنسان من المسائل المهمة التی لا تزال محلاً للبحث والنقد لدى الفقهاء، وقد اختلفت فیها الأقوال بین من یحکم بنجاسة الکافر مطلقاً بحیث یشمل أهل الکتاب، وهو ما علیه معظم المتقدّمین، وبین من یستثنی أهل الکتاب، وهو ما علیه بعض المتقدّمین والمتأخرین. وفی المقابل بدأنا الیوم نسمع بعض الأصوات تتعالى وتقول بالطهارة الذاتیة للإنسان مطلقاً، وهم لا یتجاوزون عدد أصابع الید الواحدة.
أما الحوافز التی تدفع لدراسة هذا الموضوع فهی متعدّدة، منها أهمیة هذه المسألة وحساسیتها، وما یمکن أن یترتب علیها من نتائج وآثار، خاصة بالنسبة للمکلّفین الذین یکثر اختلاطهم بأهل الکتاب، وتربطهم بهم علاقات عملٍ ونسب، إلى جانب إمکان سوء استغلال هذا المفهوم الفقهی إعلامیاً ودعائیاً من جانب أعداء الإسلام الحنیف للحطّ من قیمه الإنسانیة العلیا، إلى جانب الفضول العلمی للاطلاع على الأسباب التی تکمن وراء إعراض العلماء عن العمل بالروایات الدالة على طهارة الإنسان؛ فهذه الجوانب الاجتماعیة والسیاسیة والعلمیة تدفع الباحث لقراءة هذا الموضوع؛ ویقف ـ أیضاً ـ على المسبّب الرئیس فی اختلاف نظریات العلماء هنا.
وبدایةً، نسلّط الضوء على مفردات لغویة بالغة الأهمیة فی هذه الدراسة؛ کی تکون مفتاحاً لنا فی معالجة النصوص الدینیة فی هذا المجال.