تقنین الشریعة الإسلامیة

توضیح

"و فی سنة 163 هـ ذهب الخلیفة أبو جعفر المنصور،لأداء فریضة الحج، و قابل الإمام مالکا فی منی،و أعاد علیه‌ الفکره مرة أخری قائلا: -یا أبا عبد الله،ضع هذا العلم‌ و دونه،و دون منه کتبا،و تجنب شدائد عبد الله بن عمر،و رخص عبد الله بن‌ عباس،و شواذ ابن مسعود،و اقصد إلی‌ أواسط الأمور،و ما اجتمع علیه الأئمة و الصحابة رضی الله عنهم،لنحمل الناس‌ إن شاء الله علی علمک و کتبک،و نبثها فی‌ الأمصار،و نعهد إلیهم ألا یخالفوها و لا یقضوا بسواها. فأبی علیه مالک‌ ذلک،لما فیه من التزام مالم یقطع‌ بصوابه،و ذلک غیر مستساغ فلما ولی‌ الخلافة هارون الرشید،عرض الفکرة مرة أخری علی الإمام مالک،و لکنه-رضی‌ الله عنه-أبی و قال: «إن أصحاب رسول الله اختلفوا فی‌ الفروع،و تفرقوا فی البلدان و کل مصیب» و هکذا بقیت فکرة جمع الناس حول‌ أحکام واحدة،و بالتالی بقیت فکرة التقنین معطلة بلا تنفیذ و لا شک أن‌ المصلحة کانت تقتضی-فی مجال الحکم‌ و القضاء-اختیار القواعد التی یحمل‌ الناس علیها،و یلتزم بها القضاة،رفعا للخلافات،و منعا للبلبلة،و تیسیرا علی‌ الناس. جهود الدکتور عبد الحلیم محمود فی التقنین: و قد سارع فضیلة الإمام الأکبر الدکتور عبد الحلیم محمود-رحمه الله-و هو أمین‌ عام مجمع البحوث الإسلامیة إلی تنفیذ هذه‌ التوصیة فشکل لجنة من کبار خبراء الشریعة و رجال القانون فی مصر لتضع‌ خطة العمل،و قدمت اللجنة اقتراحاتها، و اجتمعت لجنة البحوث الفقهیة فی‌ المجمع،و اللجنة التی تم تشکیلها، و استقر رأیهم فی 11/10/1969 علی‌ السیر فی هذا المشروع علی النحو التالی: 1-تقنن المذاهب الفقهیة التی یعمل‌ بها فی البلاد الإسلامیة،و یبدأ فی المرحلة الحالیة بتقنین المذاهب الأربعة لأهل السنة.
واژه‌های کلیدی: تقنین، القانون، التقنین، قانون، جهود، سنة، المذاهب