الإسلام والبیئة

توضیح

تهدف دراسة هذا الموضوع إلى وصف وشرح المنظور الإسلامی لإدارة الموارد الطبیعیة ، وبترکیز خاص على مورد المیاه . ویمکن القول أن ما یتعلق بالثقافة أو الدین فی هذا الصـدد ( أی إدارة الموارد الطبیعیة ) یعتبر غائبا تماما عن دراسات وکتابات معظم الباحثین الأکادیمیین المتعلقة بالموارد الطبیعیة وقضایا البیئة . رغم ذلک فقد أوضح أحد الباحثین المهتمین بتلک الأمور " أدى کاستریو " ، أن مصطلح البیئة یمتد لیشمل جمیع الاعتبارات البیولوجیة والفسیولوجیة والاقتصادیة والثقافیة ، والتى تتصل ببعضها البعض فی نفس البناء الایکولوجى المتغیر باستمرار . ومما لا شک فیه أن القیم الثقافیة الإنسانیة تؤثر على أسلوب فهم واستخدام وإدارة البیئة والموارد الطبیعیة . ومبادئ إدارة المیاه التى تتنبه إلى فحوى ومضمون العقائد المحلیة ، یحتمل أن تکون أکثر تأثیرا وفاعلیة من المبادئ الأجنبیة التى یتم استیرادها من الخارج . أکثر من ذلک ، أنه یوجد فى البلدان الإسلامیة مبادئ لإدارة المیاه مستمدة من تعالیم الدین الإسلامى ، تلک المبادئ یمکن استخدامها کإطار لإدارة الموارد الطبیعیة الأخرى . لذلک فإن المسلمین وغیر المسلمین یحتاجون إلى استعراض المنظور الإسلامى المتعلق بالبیئة الطبیعیة ، والتى تلعب فیها موارد المیاه دورا محوریا . والتعالیم الإسلامیة تحوى مناخا خصبا لتطویر مبادئ إدارة المیاه ، ربما إذا أمکن استغلاله بالتزامن مع سیاسات إدارة المیاه الأخرى ، ومع مراعاة المتغیرات الثقافیة والدیموجرافیة ، لحازت تلک المبادئ قبولا أوسع من المبادئ غیر المحلیة . وقد یکون من الممکن تشجیع تلک المبادئ من خلال تطبیق نظام " الثواب والعقاب " والذى یرد تفصیلا فى القرآن والحدیث.