عنوان
أحکام المیاه العادمة المعالجة بالوسائل الحدیثة
نویسنده
اصطلاحنامه
ناشر
مجله آداب عين شمس، سال 2020، شماره 8، ص.: 387-407.
تاریخ نشر
2020م.
توضیح
إن الحمد لله، نحمده، ونستعینه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سیئات أعمالنا، من یهده الله فلا مضل له، ومن یضلل فلا هادی له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله علیه وعلى آله وصحبه وسلم) أما بعد:
فإن دین الإسلام هو خاتم الرسالات أتم الله بکماله النعمة على عباده، ولما کان الأمر کذلک فإنه دون أدنى شک صالح لأن یعمل به فی کل زمانٍ ومکان، ومما یجعله کذلک اتسام تشریعاته بالیسر والسهولة، ودرئه للمفاسد ومراعاة المصالح وتقدیم العامة منها على الخاصة، وجمعه فی وقتٍ واحدٍ بین التمسک بالمبادیء والقیم وبین الواقعیة والمراد بالواقعیة هنا أنه یمکن تطبیقه على أرض الواقع بلا حرجٍ ومشقة، لا بمعنى الخضوع للواقع کما یحلو للبعض أن یفسر به الواقعیة، والمسلم یؤمن بذلک على کل حال. لکنه حینما یدرس عن قرب ما استجد من أمور لیرى هل یجد لها فی الإسلام حکماً، ینبهر حینما یجد أن علماء الإسلام قدیماً وحدیثاً کتبوا فی مسائل کثیرة دقیقة ومتنوعة، ومما ساعدهم على ذلک عملهم بالقیاس وتطبیقهم للقواعد الفقهیة التی یمکن أن یندرج تحتها کثیرٌ من المسائل، بل لقد ألف بعض العلماء قدیماً کتباً فی النوازل خاصة، وفی العصر الحاضر أقیمت المجامع الفقهیة لبحث النوازل المستجدة.
ومن هذه النوازل المستجدة فی عصرنا هذا والتی عمت بها البلوى : القضایا ذات العلاقة باب الاستحالة، کقضیة : استعمال میاه الصرف الصحی بعد تنقیتها وتحویلها لمیاه صالحة للاستعمال البشری، هل یحکم بطهارتها أو لا، خاصة مع شح المیاه فی هذا الوقت والحاجة الملحة لکثیر من الدول إلى تدویر المیاه ومعالجتها واستخدامها.