الأدوار الوظیفیة للعرف فی ضوء التحولات الاجتماعیة المعاصرة “دراسة مقارنة”

توضیح

إن للعرف فی الشریعة الإسلامیة مکانة معتبرة، نابعة من وظیفته القائمة على تسهیل وانسیاب حرکة المجتمع بما یعزز انسجامه وتجانسه؛ حیث یقوم بحمایة منظومة القیم الاجتماعیة من خلال توجیه السلوک ضد المؤثرات السلبیة التی تعیق وظیفة المجتمع. وتحیل نصوص الکتاب والسنة إلى الرجوع إلى العرف واعتماده فی معرفة الحکم الشرعی أو فی تنفیذه، تأکیدا لأصالة الوظیفة التشریعیة والقضائیة للعرف، وتشجیعا على استثماره والإفادة منه. والملاحظ أن الأعراف قد تصاب بأعطاب وأمراض، خاصة عند التحولات الاجتماعیة؛ فتفقد وظائفها الحیویة أو کفاءتها الوظیفیة، فتنحرف بها إلى التحایل والتعقید، وتدفع بها للترکیز على المظاهر والشکلیات وإهمال المضامین، کما تجعلها سریعة التغیر قلیلة الإلزام. وهذا کله یؤثر تأثیرا بالغا على الأدوار الوظیفیة للعرف؛ ومن ثم فإن أعرافنا الاجتماعیة بحاجة ماسة إلى تلافی سلبیاتها وحسن استثمار وتفعیل إیجابیاتها. وتقتضی المصلحة الاجتماعیة التصدی لوقف تدهور القیم والأعراف، من خلال صناعة أعراف صالحة جدیدة، وبمواصفات تتسم بالحیویة والنقاء القیمی.
الکلمات المفتاحیة: العرف؛ التحولات؛ الاجتماع؛ المعاصر.