الاحتکار والتسعیر فی الشریعة الإسلامیة

توضیح

من عظمة الدین الإسلامی أنه دین شامل لکل مناحی الحیاة، فما من أمر من أمور الدنیا یحتاجه الناس إلا أوجد له العلاج الأمثل الناجح فی کتاب الله وسنة رسوله r، فدین الإسلام هو الدین الوحید الذی یحقق العادة للفرد والمجتمع بتعالیمه السمحة التی تتناسب مع الفطرة البشریة، کما أن نظرة التشریع الإسلامی تدعوا دائمًا وأبدًا إلى تغلیب صالح الجماعة على صالح الفرد وأن نزعته بصفة عامة جماعیة، ترمی إلى تحقیق التکافل الاجتماعی فنجده یعمل على تقیید صالح الفرد عند تعارضه مع الصالح العام، وأن ملکیة الأفراد فی الإسلام لیست مطلقة، وإنما هی مقیدة من الشارع بقیود کلما تحقق صالح الجماعة ولما کانت النفس الإنسانیة مجبولة على حب المال الذی به قوام حیاتها وانتظام أمرها ومعاشها جاءت الشریعة الإسلامیة السمحة بالحث على السعی فی تحصیل المال واکتسابه من طرق مشروعة ومباحة، فأباحت کل صور الکسب الحلال التی لیس فیها اعتداء ولا ظلم ولا ضرر على الغیر. قال تعالى: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُلُواْ مِن طَیِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاکُمْ وَاشْکُرُواْ للهِ إِن کُنتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ"([1]).