عنوان
الاقتصاد الاسلامی و ارتباطه بالتشریع و الأخلاق الاسلامیة
نویسنده
ناشر
مجلة التراث العلمي العربي، سال ۲۰۱۶، شماره ۲ و ۳، ص.: ۳۸۹-۴۱۰.
تاریخ نشر
۲۰۱۶م.
توضیح
قد تعطی الظواهر الموضوعیة التی تحیط بأمتنا الاسلامیة کثیرا من الدلالات القاسیة والمؤشرات الصعبة نحو مستقبلنا بین الامم القویة فالبون شاسع بین قدراتهم العلمیة وبین حظنا من هذه القدرات فی عصر تکمن اسباب السیطرة فیه للصراع التکنولوجی الذی ینطلق بسرعه البرق بینما نحن فی سکون وغفلة. وبالقدر نفسه تبدو المسافة بعیدة بیننا وبین الاخرین بمقاییس المواجهة لمشکلات العصر بالمجتمعات والتکتلات المصلحیة فهم یوحدون مسار مصالحهم اققصادیا وسیاسیا وعسکریا ونحن نتقاطع ونتدابر ونتصارع ونتحارب ونتناحر فی غیر مبالاة بالنتائج التی تمضی بأمتنا فی طریق عکسی وفق منطق بداهة العصر وتحدیاته. وقس على هذین المثلین ظواهر اخرى کثیرة لها الدلالات القاسیة والصعبة نفسها ولکن رغم کل هذه الدلالات وما ورائها من ظواهر فان ایماننا بمنطق الرسالات والدیانات والنبوات وتصدیقنا بخبر السماء یغرس فی قلوبنا وعقولنا یقینا بان امة الاسلام لن تموت وامة الاسلام هی امة المبادئ والقیم والاخلاق التی امر الله بها عباده ذلک ان الاسلام لا یعرف التعصب العنصری ولا النعرات الطائفیة فعباد الله کلهم اخوة ومس ؤولیتهم بین یدی خالقهم متکافئة هذه الامة باقیة رغم کل شیء الى ان تقوم الساعة باقیة فی عرب او عجم وفی شرق او غرب وقانون الوحی واضح یمضی علی المؤمنین قبل غیر هم فالخطاب موجه لأهل الایمان فی کتاب الله قال تعالى یا أیهَا الَذِینَ متو مَن یرتدّمِنکُم عَن ډینه فَسَ وف اله یِفَو یُحِبْهُمْ أَذِنّة عَلى الْمُؤْمِنِینَ أعِرَّةٍ عَلى الْکَافِرینَ یُجَاهِدُونَ فی سَبِیل الله ولا یَحَائُونَ لَوْمَة لآئم ذلک فَضْل الله یُؤتیه مَن یَشَاءُ وَالَّهُ وَاسِع عَلیم إَِمَا وَلیْکُمْ ال وَرَسُولهُ وَالَذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصّلاة وَیُوْتُونَ الزَکاة وَهُمْ رَاکِعُونَ وَمَن یَقَوَلَ اله وَرَمُولَه وَالَِّینَ آمَنُوأ فَإنّ حب اله هُُ الْعَالِبُونَ وقد اطرد الخطاب لأهل الایمان فی قوله تعالى: إِیَا أَیُهَا الَذِینَ أَمَنُوا أَطیعُوا الله وَأَطِیعُوا الرَسُول ولا تَبْطِلُوا أَعْمَالَکُمْ وقوله تعالى: [ ها أَنثمْ تفه وَالَّه العَنِی وَأنتُْ الْْقَرَاء وَإِن تََوَلوَا یس َبْدِن قَؤماً عَبْرَکُمْ تم لا یَکُونوا أَمْتَالَکُمْ › ”) والفرق واضح فی اسلوب ابلاغ المؤمنین وغیرهم بهذا القانون فقد کان بالنسبة للمؤمنین الزامهم بأحد البدیلین وهو استبدال غیرهم فی حسم وقطع فی قوله تعالى (( وَإِن تََوَأوَا قَوْماً عَیْرَکُمْ)) اما بالنسبة لغیر المؤمنین فان صیغة الانذار بالقانون ترکت الاحتمال قائما بین احد البدیلین مردودا امره لمشیئة الله فی قوله تعالى ((وَإن تَفَوَلَوا یَسْتَبْدِلْ قَوْماً عَیْرَکُمْ )) ومعنى ذلک ان مسؤولیة اهل الایمان مضاعفة ولیست مجالا للتساهل ونفاذ الانذار فیها امر محقق لا محالة وهذا یعنی ان البشریة لن تنتکس بکل ابنائها فتعود بدائیة جاهلیة کما کانت اذ لو صح هذا الافتراض لا یحتاج الناس الی دین جدید وکتاب سماوی جدید ور سول من الله بعد محمد صلی الله علیه وسلم وما دامت کل هذه الفروض مردوده مدفوعة بخیر السماء والوحی فالإسلام هو اخر الادیان والقران هو کتاب الخلود ومحمد صلى الله علیه وسلم هو خاتم النبین ما دام الامر کذلک فان الامة الاسلامیة لن تموت ومن اعظم الدلالات التی تملا القلب طمأنینة ویقینا بهذه الحقائق الخالدة امران هما. ١. طبیعة العقیدة الاسلامیة من حیث امتدادها الذاتی وانتشارها بالفطرة دون جهد یذکر من ابنائها حتى اضحى لهذه العقیدة اتباعها ومعتنقوها فی ارجاء الارض کافة مما یتیح الفرصة لهؤلاء الاتباع اذا هم احسنوا ارتباطهم بهذه العقیدة اتباعها ومعتنقوها فی ارجاء الارض کافة مما یتیح الفرصة لهؤلاء الاتباع اذا هم احسنوا ارتباطهم بهذه العقیدة ان یحوزوا شرف ابلاغهم واسداء الخیر بها لأنفسهم ولغیرهم.