التفریق بین الزوجین للمرض المعدی فی الفقه الإسلامی وقانون الأحوال الشخصیة

توضیح

الأمراض المعدیة هی: الأمراض التی تنتج من الإصابة بعدوى بعامل مسبب یمکن انتقاله من إنسان لإنسان، أو من إنسان لحیوان، أو من حیوان لحیوان، أو من بیئة للإنسان والحیوان، بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة. والأمراض المعدیة فی واقعنا المعاصر کثیرة متنوعة فی أشکالها وأسبابها وطرق انتقالها، وحال الإنسان معها إما أنه لا یحمل المیکروب المسبب لها، وإما أن یکون حاملا له ولم تظهر علیه أعراضه، أو یکون ممن ظهرت علیه أعراض المرض بعد أن تمکن منه المیکروب. وقد اختلف الفقهاء فی جواز التفریق بین الزوجین بسبب وجود مرض الجذام فی أحدهما، وصاروا فی ذلک إلى ثلاثة أقوال، الراجح منها هو: ثبوت الخیار فی طلب الفسخ، سواء للزوج أو الزوجة. ومن ذهب إلى هذا القول من الفقهاء رجح ثبوت هذا الخیار؛ حتى ولو حدث المرض المعدی بعد عقد النکاح أو الدخول متى حدث المرض فی الزوج، وعلى اختلاف بینهم فی إثباته إذا حدث مرض بالزوجة. ویمکن قیاس الأمراض المعدیة المعاصرة على الجذام الذی ذکره الفقهاء بجامع الضرر الصحی-بالسرایة للنفس والولد-والأذى النفسی. إلا أنه یشترط فیها أن تکون مما یتحقق فیها من الضرر النفسی أو الحسی الذی یثبت خیار التفریق لأی من الزوجین، وأن یکون مما لا یرجى البرؤ منه أو یمکن إلا أنه یستغرق مدة طویلة یتضرر منها الزوج الآخر، وأن تحدد ذلک جهة طبیة مختصة. وقد ذهب القانون إلى جواز فسخ النکاح لأی من الزوجین متى ثبتت إصابة الزوج الآخر بأی من العیوب المنفرة أو الضارة أو التی تحول دون الاستمتاع، فکان بهذا موافقا لما ذهب إلیه الفقهاء فی الراجح من أقوالهم.
واژه‌های کلیدی: الفقهاء المسلمون، الأمراض المعدیة، الأزواج، التفریق بین الزوجین، الفقه الإسلامی، عقد النکاح، نقل العدوى، مرض الجذام، الطلاق، الزواج، قانون الأحوال الشخصیة، الکویت، المذاهب الفقهیة، الإیدز، الالتهاب الرئوی، أمراض الکبد