العقوبات السالبة للحریة فی الفقه الإسلامی: دراسة فقهیة مقارنة

توضیح

من أعظم نعم الله تعالى على الأمة الإسلامیة أن شرع لها هذا الدین الحنیف، وجعله صالحا ومصلحا لکل زمان ومکان إلى أن یشاء الله. بحیث یجد العلماء فیه باجتهادهم من خلال الأدلة والقواعد العامة والمقاصد حکما لکل ما یستجد من القضایا، فیبقى الناس فی کل عصر ومصر على بصیرة من أمرهم، کما أن الأحکام التی استنبطها العلماء فیها من المرونة والقدرة على التکیف مع القضایا فی کل عصر. لقد أولت التشریعات السماویة الخالدة والقوانین البشریة الوضعیة للعقوبات عنایة فائقة لما لها من أهمیة بالغة فی حیاة الشعوب والأمم للحد من الجرائم – بأشکالها وأنواعها – حفاظا على أرواحهم من الازهاق، وعلى أعراضهم من الانتهاک، وعلى أموالهم وممتلکاتهم من الضیاع والسرقة والحیلولة دون وقوعها، وقطع دابرها لردع مرتکبیها الذین یعبثون بمصیر هذه الأمم والشعوب ویعکرون صفو المجتمعات باتباع الرذیلة غیر المشروعة لإشباع نزواتهم الجموحة ورغباتهم الضالة ومآربهم الدنیئة دون أی وازع أو رادع ذاتی. لم یکن ردع الجریمة الغایة المنشودة الوحیدة فی تشریع العقوبة فحسب، وإنما تهدف إلى غایة أسمى وأبعد ألا وهی إصلاح المجرم نفسه، لیکون فردا صالحا وعنصرا نافعا فی بناء الأمم وعمارة الأرض التی من أجلها وهبت له الحیاة. وتناول البحث معنى العقوبة بصفة عامة ومشروعیتها وأنواعها. وأیضا الحدیث عن العقوبات الأصلیة فی الشریعة الإسلامیة ومقاصد الشریعة الإسلامیة فی العقوبات. والعقوبات الحدیثة فی الجرائم الکبرى. وآثار العقوبات فی الشریعة الإسلامیة. وتحدثت أیضا عن الأحکام الفقهیة المتعلقة بالعقوبات المالیة. وبینت العقوبات البدیلة فی الفقه الإسلامی (عقوبة التعزیر بأخذ المال أو الحبس) وتحدثت عن بعض صور العقوبات السالبة للحریة فی الفقه الإسلامی (عقوبة السجن کصورة من صور العقوبات السالبة للحریة وموقف الفقه الإسلامی من هذه العقوبة وعقوبة التعزیر بأخذ المال – الغرامة المالیة – کصورة من صور العقوبات فی الفقه الإسلامی وآراء الفقهاء فی الغرامة المالیة أو التعزیر بأخذ المال.) وشملت الخاتمة أهم النتائج والتوصیات.
الکلمات المفتاحیه: العقوبات السالبة، التعزیز، السجن، الغرامة، مقاصد الشریعة.