عنوان
الفقه السیاسی عند المسلمین
نویسنده
ناشر
مجله الازهر، 1370ق، العدد 1، ص.: 510-515.
تاریخ نشر
1370ق.
توضیح
فعلماء الإسلام الأول وجدوا أنفسهم فی أمة حیة تعیش فی دولة قائمة لها دستورها و أحکامها و تعالیمها،فی شتی نواحی الحیاة:فی الدین،و الأخلاق، و الاقتصاد،و الاجتماع،و أمور الحکم و القیادة،فی کل شیء،فلم یشغلوا أنفسهم ببحوث فریضة سیاسیة،عن أصل الدولة،و کیفیة قیامها،و مدی الارتباط بین سیاةد الحاکم و حقوق المحکومین،لأنهم وجدوا دولتهم قائمة بالفعل علی أساس من القرآن و الدعوة إلی مبادئه،التی تجعل من الحاکم خادما لا سیدا-و إن کانت له سیادة فعلیة معترف بها-و علی هذا لم یتحدث علماء الإسلام الأولون عن أصل الدولة،و هل هو«زعامة العائلة»اعتمادا علی طبیعة الإنسان الاجتماعیة، أو هو«الزعامة الدینیة»التی قام علیها ملک بنی إسرائیل القدیم،لأن ملوکهم فی نظرهم خلفاء لأنبیائهم،أو هو«حق ملکی مقدس»بمعنی أن الله اختار شخصا و ملکه علی بقعة من أرضه،و سلمه السلطة مباشرة فهو مسئول أمام الله وحده مباشرة لا أمام الشعب،أو هو حق الفتح و الغلبة،یرتفع عن طریقه شخص أو عائلة إلی السیادة فی بقعة ما من الأرض،أو هو نتیجة لخطیئة آدم الکبری أوجدها الله لتکبح جماح الأفراد،و تحد من حریاتهم عقابا لهم علی هذه الخطیئة، کما یری ذلک آباء المسیحیة الأول؛أم أن الأصل فیها هو قیام تعاقد بین الأفراد و حکامهم نتیجة لتصادم حریات الأفراد الأحرار المتساویین من کل وجه؟ و اتفاقهم علی الخروج من حالة الطبیعة إلی حالة جدیدة یتنازل فیها کل منهم عن شیء من حقوقه و حریاته فکانت الدولة،و هل هذا التعاقد یقیم ملکیة مطلقة مستبدة،أو ملکیة دستوریة مقیدة،او یعطی للشعب السیادة المطلقة علی حکامه؟ کل هذ الم یشغل المسلمون أنفهسم به فی العصر الأول لتدوین الفکر الإسلامی، لأن البحث عن حالة ما قبل الدولة یقوم علی أسس خیالیة یفترضها الباحثون لتبریر نظریة خاصة،و لیس بحثا یقوم علی حقائق علمیة معترف بها عند العلماء، و هذا النوع من البحث الفرضی،إن جاز فی بیئة علمیة لا یحکمها دستور قائم، فإنه لا محل له،أو هو مضیعة للوقت فی بیئة علمیة یحکمها دستور قائم«القرآن و السنة»تناول کل شئون الحیاة الإنسانیة،وحدد للأفراد و للحکام الحقوق و الواجبات،بما لا یدع مجالا لطغیان هؤلاء أو أولئک-عند العقلاء-و ما کان لهم أن یفترضوا فروضا،و عندهم حقائق مقررة تصرفهم عن مثل هذه الفروض، و من هذه الحقائق الثابتة عندهم:الملک لله الواحد القهار،الحکم لله أحکم الحاکمین، و الأرض لله خالقها و خالق الکون،و الله هو المشرع و علی هدی تشریعه قامت دولة المسلمین.
الکلمات الدالة: ملک، الامه، حق، ملکه، شی، الدوله الاسلامیه، الافراد، العقل.