عنوان
تزویج القاصرات
نویسنده
اصطلاحنامه
ناشر
مجموعه مقالات دوره ۲۱ مجمع الفقهی الاسلامی (مکه)، [بی تا]، ص.: 1-33.
تاریخ نشر
[بی تا]
توضیح
الزواج سنة من سنن المرسلین؛ حثت علیه شریعتنا الغراء، لما یترتب علیه من آثار نافعة تخص الفرد ثم تعم الأسرة والمجتمع، ولأننا فی عصر ضعف فیه الوازع الدینی، وامتلأت الدنیا بالمغریات والمؤثرات، فإن الزواج المبکر ضرب من الحصانة الدینیة والنفسیة، وقد تحدث البحث عن تزویج القاصرات الذی عابه کثیر من الناس، ورماه بالعظائم دون علم أو معرفة، بل هوى دفعه إلى ذلک، وتبعیة أعمته عن الصواب، فکان هذا البحث المعنی بتزویج القاصرات مدعَّماً ببراهین من المصدرین النیرین الکتاب والسنة، ومثلثاً بإجماع الأمة فی مختلف العصور، وهذه الأدلة جمیعها صححت تزویج القاصرات، وأولته الاهتمام، من حیث کونه عقداً صحیحاً لا مریة فیه، وقد أثبت على مدى التاریخ نجاحه، وجمیل آثاره، لکنه مقید بضوابط أهمها أنه لا یجوز للزوج أن یدخل على القاصر حتى تکون صالحة للدخول، محتملة للوطئ. 2- أکد البحث أن تحقیق المنهج الربانی فی حیاة الأمة الإسلامیة هو الذی یضفی علیها حلل التمیز، ویمنحها وشاح التمکین، إذْ تتأهل بخصائصها وسماتها فتتربع على عرش الواسطیة والاستقلال بکیانها حین تضع مقاصد الإسلام نصب عینیها، مؤثرة تشریع ربِّ العباد على قوانین العباد لأنه جل وعلا الحکیم العلیم بما یصلحهم، وما به استقامتهم ونفعهم: ﴿أَلَا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ﴾ (الملک: 14). 3- أکد البحث أن التشریع الإسلامی تشریع متمیز، وأن الأمة الإسلامیة یجب أن تکون متمیزة لها کیانها واستقلالها بشریعتها، وقد رد البحث على المنهزمین نفسیاً، ویجرون وراء قوانین الیهود والنصارى، فقد حرص الیهود والنصارى أن نکون مثلهم منذ فجر الإسلام: ﴿وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَمَا کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَوَاءً﴾ (النساء: 89) ﴿الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ دِینِکُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلَامَ دِینًا﴾ (المائدة: 3) لذلک کله أثبت البحث أن تزویج القاصرات قائم على قواعد سلیمة وأسس متینة، وعاش المسلمون الأوائل مع أسرهم حیاة سعیدة؛ بفضل الله ثم بفضل الزواج المبکر.