تشریح جثث الموتى وموقف الفقهاء منه

توضیح

سلطت الدراسة الضوء على تشریح جثث الموتى وموقف الفقهاء منه. وقسمت الدراسة إلى عدة محاور، تناول الأول تعریف التشریح، والجثة. وتطرق الثانی إلى بیان تاریخ التشریح ونشأته، فعلى الرغم من أن الأمم السابقة عرفت التشریح منذ أزمان متطاولة؛ فقد عرفه المصریون القدماء وذلک فی سنة 1600 ق.م عندما کانوا یشرحون جثث موتاهم، ویزیلون الأمعاء؛ لیقوموا بتحنیط تلک الجثث، وبذلک استطاعت المومیاوات المصریة البقاء لهذا الزمن. واستعرض الثالث أقسام التشریح والتی تمثلت فی التشریح التعلیمی وهو قیام الطلبة فی مشارح کلیات الطب بتشریح الجثث الآدمیة تحت إشراف الأطباء المدرسین المختصین؛ للنظر فی الأعضاء الداخلیة للإنسان، ومعرفة تراکیبها، وأماکنها، ووظائفها الظاهرة والباطنة، وفحصها، لهدف التعلیم أو التعلم، والتشریح المرضی وهو قیام الطبیب المختص بتشریح الجثة المصابة؛ لدراسة التغیرات المرضیة التی طرأت على بنیة الخلیة والأنسجة والأعضاء، والأسباب المؤدیة إلى ذلک، ومعرفة مدی تأثیر ذلک المرض على المتوفی، أما التشریح الجنائی هو قیام الطبیب المختص بتشریح الجثة المتوفاة؛ لمعرفة المتغیرات التی طرأت علیها وإدراک الأسباب الحقیقة للوفاة، وأغراضه. وأشار الرابع إلى الموقف الفقهی من تشریح جثث الموتى، حیث اجازت لجنة الإفتاء بالأزهر فی مصر، ولجنة الإفتاء التابعة للمجلس الإسلامی الأعلى بالجزائر، وهیئة کبار العلماء بالمملکة العربیة السعودیة، ولجنة الإفتاء بالمملکة الأردنیة الهاشمیة بجواز التشریح، بالإضافة إلى التحقق من الأمراض التی تستدعی التشریح لیتخذ على ضوئه الاحتیاطات الواقیة والعلاجات المناسبة لتلک الأمراض، والتشریح لغرض تعلم الطب وتعلیمه، بالإضافة إلى القول الثانی وهو أن التشریح محرم ولا یجوز. وکشف الخامس عن حکم شراء الجثة. وذکر السادس بعض من البحوث العلمیة، والهیئات الشرعیة، والمجامع الفقهیة، والکتب الطبیة التی تکلمت حول هذه النازلة. وأشارت نتائج الدراسة إلى شمولیة الشریعة للأحیاء والأموات للأحیاء والأموات من المسلمین وغیرهم من أهل الدیانات لکل ما یحتاجونه على الإطلاق من الأحکام والأحوال، ومنها محافظة الإسلام على حرمة الإنسان وحرمة دمه وجسده، واحترامه وعدم العبث بجسده حیاً کان أم میتاً.
واژه‌های کلیدی: الشریعة الإسلامیة، الفقه الإسلامی، تشریح جثث الموتى، الأحکام الشرعیة