دور العرف وأثره فی قانون الأسرة الجزائری – مرحلة انعقاد الزّواج (مقدمته وآثاره)

توضیح

إنّ عقد الزّواج من العقود الخطیرة وذات الأهمیة والمکانة فی الاسلام , إذ اعتبرته الشّریعة الاسلامیة میثاقا غلیظا رفعا لقیمة الأسرة الّتی تعدّ اللّبنة الأساسیة فی بناء المجتمع وقوامه. ولقد اعتمد قانون الأسرة الجزائری فی مواده على المذاهب الفقهیة الأربعة وغیرها بعدما انفتح المشّرّع الجزائری على کلّ المذاهب الفقهیة ,وبالنّظر فی هذا القانون نجد أنّ للعرف دورا ومکانا لا یستهان به فی تقنین هذا القانون , مواکبة لما استقرّت علیه النّفوس ورفعا للحرج ودفعا للمشقّة عن النّاس , وکلّ ذلک تماشیا مع یسر الشّریعة الاسلامیة. لقد کان العرف ومازال وسیظل بابا واسعا لتطوّر التّشریع ونموه لأنّه یلاحق التّطوّر البشری ویسایر مقتضیات الزّمان ویلبی حاجات النّاس , وتبعا لذلک یمدّ الفقیه والمشرّع بأحکام تناسب عصره وترشده إلى حاجات النّاس ومقاصدهم فی تصرفاتهم . وفی هذا نجد أنّ المادة 222 من ق أ ج نصت على أنّه " کلّ ما لم یرد فیه نصّ فی هذا القانون یرجع فیه إلى أحکام الشّریعة الإسلامیة " أی الرّجوع إلى المذاهب ألفقهیة والّتی ترجع فی کثیر من الأحکام إلى العرف. وهو ما تطرق إلیه أیضا القانون المدنی الجزائری الّذی اعتبر فی مادته الأولى العرف مصدرا رسمیا احتیاطیا ثانیا یلی الشّریعة الاسلامیة . وسنحاول فی هذه الورقة البحثیة تتبع مظاهر وأثر العرف فی قانون الأسرة الجزائری, ونقتصر الدراسة على مرحلة انعقاد الزّواج فی مقدمته وآثاره , وکلّ ذلک من خلال الإجابة على الإشکالیة التّالیة : ما مدى تأثر قانون الأسرة الجزائری بالعرف , خاصّة فی مرحلة انعقاد الزّواج (مقدمته وآثاره) ؟
واژه های کلیدی: العرف، المصدر الاحتیاطی، جحیة، شروط اعتباره، القوة الملزمة ، آثار الزواج ، مقدمة الزّواج.