عنوان
رؤیة شرعیة فی تحدید جنس الجنین
نویسنده
اصطلاحنامه
احکام شرعی (Islamic Ordrers) | تعیین جنسیت جنین | حقوق (Law)
ناشر
مجلة المجمع الفقهي الإسلامي، سال ۲۰۱۰، شماره ۲۵، ص.: ۷۵-۱۱۱.
تاریخ نشر
۲۰۱۰م.
توضیح
تتناول البحث مسألة تحدید جنس الجنین من حیث: الأصل فی تحدید جنس الجنین، والطرق والوسائل العامة غیر الطبیة لتحدید جنس الجنین، والنظرة الشرعیة فی طرق تحدید جنس الجنین، فذکر أقوال العلماء فی ذلک. وانتهى البحث إلى جواز تحدید جنس الجنین بضوابط أبرزها: ألا تکون عملیة تحدید جنس الجنین سیاسة عامة، وأن یقتصر استعمالها على الحاجة، وأن یتأکد تمام التأکد من عدم اختلاط المیاه المفضی إلى اختلاط الأنساب، ووجوب العمل على حفظ العورات من الهتک، وأن یکون تحدید جنس الجنین بتراضی الوالدین. وأکد البحث على أن هذه الوسائل ما هی إلا أسباب لإدراک المطلوب، وأن الدعاء أکدها وأعظمها تأثیرًا. الحمد لله الذی خلق الزوجین الذکر والأنثى، من نطفة إذا تمنى. خلق کل شیء فقدره تقدیرًا، (إنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر : 49). له الحمد فکل شیء فی خلقه موزون، (وإن مِّن شَیْءٍ إلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ ومَا نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) (الحجر: 21). له الحکمة البالغة والقدرة النافذة، تبارک الله أحسن الخالقین. وأشهد أن لا إله إلا الله الملک الحق ذو القوة المتین. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الأمین. صلى الله علیه وعلى آله الطیبین وأصحابه الغر المیامین وعلى من اتبع سنته بإحسان إلى یوم الدین. أما بعد: فإن الله تبارک وتعالى فطر قلوب الناس على حب الولد. وقد قیل فی تصویر حب الأولاد ومنزلتهم: الأولاد ثمار القلوب وعماد الظهور. وقد قال الشاعر(1): یا حبذا ریحُ الولد ریحُ الخُزامى فی البلد أهکذا کلُّ ولد أم لم یلد قبلی أحد فالأولاد ذکورًا وإناثًا هبة من الله تعالى لبنی آدم، قال جل فی علاه: () لِلَّهِ مُلْکُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ یَخْلُقُ مَا یَشَاءُ یَهَبُ لِمَن یَشَاءُ إنَاثًا ویَهَبُ لِمَن یَشَاءُ الذُّکُورَ (49) أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُکْرَانًا وإنَاثًا ویَجْعَلُ مَن یَشَاءُ عَقِیمًا إنَّهُ عَلِیمٌ قَدِیرٌ (50) ) (الشورى). والأولاد من زینة الحیاة الدنیا وبهجتها بهم تسر النفوس وتقر العیون قال الله تعالی: (زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والْبَنِینَ) (آل عمران:14)،وقال تعالی(المَالُ والْبَنُونَ زِینَةُ الحَیَاةِ الدُّنْیَا)(الکهف :46). وقد امتن الله تعالى على الناس بنعمة الولد فی مواضع عدیدة من کتابه الحکیم وذکَّرهم بها، فقال عز وجل: (واللَّهُ جَعَلَ لَکُم مِّنْ أَنفُسِکُمْ أَزْوَاجًا وجَعَلَ لَکُم مِّنْ أَزْوَاجِکُم بَنِینَ وحَفَدَةً ورَزَقَکُم مِّنَ الطَّیِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ یُؤْمِنُونَ وبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ یَکْفُرُونَ) (النحل: 72)، وقال أیضًا: (وأَمْدَدْنَاکُم بِأَمْوَالٍ وبَنِینَ وجَعَلْنَاکُمْ أَکْثَرَ نَفِیرًا) (الإسراء: 6)، وقال تعالى مذکرًا من جحد به واستکبر: (وجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدودًا (12) وبَنِینَ شُهُودًا (13)(المدثر) وقد ذکرت بها الأنبیاء أقوامهم ،فهذا نوح علیه الصلاة والسلام یقوم لقومه : (ویُمْدِدْکُم بِأَمْوَالٍ وبَنِینَ ویَجْعَل لَّکُمْ جَنَّاتٍ ویَجْعَل لَّکُمْ أَنْهَارًا)(نوح:12). وهذا هود علیه الصلاة والسلام یقول لقومه: (واتَّقُوا الَّذِی أَمَدَّکُم بِمَا تَعْلَمُونَ) (الشعراء: 132). وقد جبلت القلوب على طلب الأولاد، والسعی فی تحصیلهم. فهذا خلیل الرحمن إبراهیم علیه الصلاة والسلام یسأل الله الولد، فیقول کما قص الله تعالى عنه فی القرآن: (رَبِّ هَبْ لِی مِنَ الصَّالِحِینَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِیمٍ (101) (الصافات). وهذا نبی الله زکریا علیه الصلاة والسلام یدعو ربه أن یهبه غلامًا زکیًا قال الله تعالى: (هُنَالِکَ دَعَا زَکَرِیَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِی مِن لَّدُنکَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إنَّکَ سَمِیعُ الدُّعَاءِ) (آل عمران: 38). ومن رحمة الله وعظیم حکمته أن نوّع الخلق، فجعل الخلق کما قال تعالى: (ومِن کُلِّ شَیْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَیْنِ) (الذاریات: 49) وقال تعالى: (وخَلَقْنَاکُمْ أَزْوَاجًا) (النبأ: 8). وله جل فی علاه فی هذا التزویج من الحکم والأسرار ما یبهر العقول والألباب. ولا ریب أن رغبة الوالد فی أن یکون الولد من جنس معین، وتفضیل أحد الجنسین على الآخر فی الذریة أمر قائم منذ القدم. فما زال الناس یفضلون ویمیلون إلى کون الولد من أحد الجنسین ذکرًا کان أو أنثى، لاعتبارات مختلفة متنوعة، إما بسبب الحاجة إلى أحد الجنسین، أو لأجل اعتقاد سائد فی فضل أحدهما وعیب الآخر ونقصه، أو لما قد یخشى من الضرر بأحدهما، أو ما قد یؤمل من النفع من أحدهما. کل ذلک وغیره من المسوغات یُبَرَّر به ذلک التفضیل وتلک الرغبة. وقد سلک الناس لتحقیق تلک الرغبة فی تحدید جنس المولود مسالک عدیدة وطرائق متنوعة قدیمة وحدیثة. وقد کتب جملة من الباحثین المتخصصین فی الفقه والطب عدة بحوث فقهیة وطبیة تناولوا فیها الموضوع بالبحث فی جانبه الطبی وکذا فی جانبه الفقهی. ومن أبرز ما کتب فی الجانب الطبی مما تیسر لی الوقوف علیه ما کتبه الدکتور عبد الرشید بن قاسم فی کتابه اختیار جنس الجنین دراسات فقهیة طبیة. وکذا ما کتبه الدکتور محمد النتشة فی کتاب المسائل الطبیة المستجدة. وأملی فی هذا البحث أن أشارک إخوانی الباحثین فی تجلیة حکم تحدید جنس الجنین تأصیلاً وتفصیلاً. وذلک فی ضوء بیان الأصل الشرعی فی حکم تحدید جنس الجنین على وجه الإجمال. ثم العطف على الطرق المتبعة فی ذلک بإضاءات شرعیة تساعد فی تمییز الجائز منها من الممنوع.
واژه های کلیدی: العقیدة الاسلامیة، الرؤیة الشرعیة، الأحکام الشرعیة، تحدید جنس الجنین.