طبیعة الحکم الاسلامی فی عصر الغیبة: مقاربة فکریة بین نظریتی الشیخ حسین علی النائینی والشهید محمد باقر الصدر

توضیح

أورثت غیبة الإمام الثانی عشر للشیعة الإمامیة إشکالیة بصدد النیابة عنه فی قیادة الأمة الإسلامیة، ومدى مشروعیة التصدی لإقامة الحکم الإسلامی فی غیبته، ویبدو إن هذه الإشکالیة قد نشأت لدى بعض فقهاء الشیعة الامامیة، وعُزّزت فی ظل القمع والإرهاب الذی مورس ضد الشیعة خلال تلک الحقبة الزمنیة. وهکذا هیمنت فکرة الانتظار السلبی على المشروع السیاسی للشیعة الامامیة حقبة طویلة من الزمن، انتظار الفرج بظهور الإمام الغائب الذی سیملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، الأمر الذی لم یظهر معه أی اهتمام یذکر من جانب فقهاء المذهب بالمجال السیاسی، أو البحث فی إمکانیة إقامة حکومة إسلامیة زمن الغیبة، بل ظهرت مواقف متطرفة تدّعی إن انتشار الفساد والظلم فی الأرض سیعجّل ظهور الإمام المهدی (علیه السلام).ورغم إیمان المدرسة الامامیة بضرورة إقامة دولة إسلامیة زمن الغیبة، تسود فیها قیم الإسلام ویتحاکم الناس فیها للشریعة، إلا إن العمل فی سبیل إقامة هذه الدولة کانت تعترضه (محذورات شرعیة) تنطلق من الفهم الخاطئ لبعض الروایات المنقولة فی ظهور الإمام المهدی (علیه السلام) وإقامته للدولة الإسلامیة المنشودة، وما تتضمنه من تحذیر من الخروج وإتباع الرایات الباطلة، وما تدّعیه من إن مشروع الدولة الإسلامیة أُجّل إلى زمن الظهور وانتظار الإمامة الحقّة، وان التکلیف الشرعی هو الانتظار والدعاء بالفرج.لکن هذا الموقف السلبی سرعان ما بدأ بالتغییر نتیجة لبروز معطیات جدیدة على سطح الواقع السیاسی الإسلامی، والتی جعلت الموقف الامامی یتغیر باتجاه التطور على المستوى النظری والواقعی، فی محاولة لإعادة النظر فی مفهوم المشروع السیاسی المؤجل، والإشکالات التی یطرحها مفهوم الانتظار وتداعیاته السلبیة.
الکلمات الدالة: الحکم الإسلامی، عصر الغیبة، نظریة، الشیخ حسین علی النائینی، الشهید محمد باقر الصدر.