عنوان
عملیات التجمیل دوافعها و ضوابطها (فایل منبع موجود نیست)
نویسنده
ناشر
مجلة سرمن رأى، سال 2011، شماره 24، ص.: 42-86.
تاریخ نشر
2011م.
توضیح
الحمد لله رب العالمین خلق الإنسان فی أحسن تقویم ، وصوره بأفضل تصویر وجمّله بأعظم تجمیل ، وجعله مکرَّماً وسخر له کل شیء بتقدیر وتذلیل ، والصلاة والسلام على سید الخلق وحبیب الحق نبینا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعین وتابعیهم بإحسان إلى یوم الدین ، وأما بعد :
فإن خیر عمل یشتغل به المرء هو التفقه فی الدین ، وأفضل طریق یسلکه الإنسان هو طریق الشَّرع الحکیم مصداقاً لقول النبی الکریم سیدنا محمد : (( من یرد الله به خیراً یفقهه فی الدین( ) )) .
ودراسة الفقه مطلوبة فی کل المیادین وفی شتى المسائل ، ولقد ترک لنا فقهاؤنا المتقدمون ذخیرة کبیرة یندر وجود مثلها فی العالم أجمع ، لأنها أساس هذا الدین الموحى به إلینا من قبل رب العالمین وهو المرتضى والمختار وکتابه القرآن والذی مصدر التشریع الأول ، أنزله رب العالمین وتعهد بحفظه کما قال جلَّ شأنه ، وبرزت معظم أحکامه وتشریعاته حسب الحوادث والوقائع وشرحت آیاته على أفضل تفسیر واستنبطت منها کل الأحکام ، وما ذلک إلا من عنایة الله وتأییده لعباده العارفین الذین حملوا لواء الشریعة وکانوا نبراساً أضائوا طریق السالکین ، حتى أنه ما من مسألة حیاتیة ولها صلة بالتشریع إلا کان لها النصیب الأوفر فی البحث عن حکمها وإیجاد حلٍ لکلِ ما من شأنه أن یُحل ، ولقد أخرجوا لنا فقهاً عظیماً خالداً یرجع إلیه کل المسلمین فی کل وقت وحین ، ومع هذا الإنجاز العظیم فإن هناک بعض المسائل التی لم تکن مطروقة فی زمن الفقهاء المتقدمین قد ظهرت الیوم وبرزت إلى حیّز الوجود من خلال المستجدات الحدیثة ، واشترکت القنوات الفضائیة بالدعایة أو الترویج لها ، وهی ترید إیجاد حکم شرعی یتوصل به إلى مشروعیة السلوک والتصرف فی هذه المستجدات ، ومن هذه المستجدات – عملیات التجمیل – التی أصبحت الیوم مشتهرة والإقدام علیها کثیرٌ ومن کلا الجنسین الرجال والنساء ، فما هی هذه الدوافع أو الأسباب التی تجعل من هؤلاء الناس یتسابقون إلیها وبکل قوة وإقدام ، وهذه المسألة فی حقیقتها من فقه النوازل والتی تبحث عن موقعها من الفقه والتشریع ، فأحببت أن أکتب فی هذه المسألة وجعلتها
بحثاً بعنوان ( عملیات التجمیل دوافعها وضوابطها ) وجعلته فی مقدمة وخمسة مباحث ، وخاتمة واستنتاجات ، وقد سلکت فی ذلک واعتمدت أسلوب البحث العلمی فی کتابة البحوث مما یتعلق بها من آراء الفقهاء المتقدمین من المذاهب الأربعة إضافة إلى الظاهریة والزیدیة والإمامیة والإباضیة إن وجدت لهم آراء ، مع ذکر بطاقة الکتاب کاملة وذکر المؤلف والطبعة والسنة والمکان والجزء والصفحة ، عند وروده لأول مرة فقط ثم بعد ذلک اسم الکتاب والجزء والصفحة حینما یرد ثانیة ، مع الترجمة البسیطة لغیر المشاهیر من الأعلام وتخریج الأحادیث من أماکنها فی کتب الحدیث والإشارة إلى درجة الحدیث من حیث صحته أو عدمها ، إلى غیر ذلک مما یتطلبه البحث ، وأسأل الله تعالى فی ذلک التوفیق والإعانة وأن یخرج البحث بطریقة شرعیة منضبطة ومقبولة ، إنه على کل شیء قدیر .