قاعدة تصرف الإمام على الرعیة منوط بالمصلحة و تطبیقاتها فی المجال البیئی

توضیح

لا یخفى على أحد أهمیة البیئة ونفعها للإنسان حیث إن الله تعالى جعل فیها مقومات الحیاة وعوامل البقاء ؛ لیتسنى له أداء مهمته الاستخلافیة على ظهر هذه البسیطة تحقیقا للعبودیة لله عز وجل. فجاءت الشریعة منظمة علاقة الإنسان بالکون من حوله - فضلا عن تنظیمها علاقته بریه وبمجتمعه وفق الأحکام الشرعیة التکلیفیة المعروفة، ولا بد أن یتوافر الوعی البیئی لدى الأفراد بحمایتها من کل ما یضر بها ویفسدها، کما ینبغی أن یتوافر کذلک لدى المسؤولین فی الدولة؛ إذ إن رسوخ الوعی البیئی فی نفس ولی الأمر یعتبر أمرا فی غایة الأهمیة فی انضباط الأفراد، ولقد قرر أئمة الفقه القاعدة الفقهیة (تصرف الإمام على الرعیة منوط بالمصلحة ولهذه القاعدة تطبیقات عدیدة فی مجالات الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة وفی التعامل مع البیئة الطبیعیة لحمایة مواردها من التلوث بوضع الاشتراطات والضمانات الکفیلة بذلک؛ ما کان عاما أو خاصا زراعیا أو صناعیا. ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتکشف عن بیان هذه القاعدة، وذکر بعض التطبیقات المتعلقة بالبیئة التی تنطوی تحتها حتى یکتمل المقصد من ورائها. وعلى ضوء ذلک انتظمت الدراسة فی مطلبین؛ المطلب الأول یتعلق بتحدید معنى القاعدة وبیان نصوصها وأدلتها ، وأما المطلب الثانی فیتعلق بالجانب التطبیقی للقاعدة وذلک فی المجال البیئی، وختم البحث بأهم النتائج المتوصل إلیها.
الکلمات الدالة: الإمام الرعیة، المصلحة، البیئة.