أحکام الأهلة والآثار المترتبة علیها

توضیح

موضوع: الاهله
موضوع: العبادات (فقه اسلامی)
إن مما تمیز به المسلمون هو اعتمادهم على الأشهر القمریة فی حسابهم التاریخی، لا على الأشهر الشمسیة، وقد ثبت أن هذا التاریخ أثبت وأدق من التاریخ بالأشهر الشمسیة، ولما کان هذا الحساب مرتبطا لیس فقط بالتاریخ وحسب، بل له ارتباطات أخرى عدیدة فی شرعنا، من أحکام فقهیة ومعاملات وما إلى ذلک، فقد أخذ هذا الموضوع أهمیة کبیرة، ولکن قلما تجد کل ما یتعلق بهذا الموضوع مجموعا فی مکان واحد، ولما کان الأمر کذلک، فقد قام المؤلف بالبحث عن کتاب مستقل یجمع شتات هذا الموضوع، وذکر أنه لم یجد، فقرر أن یکون هذا هو أصل بحثه الجامعی، فوضع منهجا للبحث من تصویر للمسائل تصویرا دقیقا لبیان المقصود من دراستها، مع ذکر الأدلة والأقوال فی المسألة ومن قال بها من أهل العلم وتوثیق کل ذلک من المصادر الأصلیة، مع الاستقصاء لأدلة هذه الأقوال وبیان وجه الدلالة والمناقشات والردود، والترجیح مع بیان السبب، ولم یغفل الباحث العنایة بدراسة ما جدَّ من قضایا مما له صلة واضحة بالبحث، وقد بدأ المؤلف بحثه بتمهید جید فی ستة مباحث: أولها کان فی بیان حقیقة الأهلة لغة واصطلاحا، والثانی فی مشروعیة العمل بالأهلة حیث بین باختصار العمل به عند أهل الشرائع قبلنا، ثم العمل به فی شرعنا، وثالثها فی الأدعیة المأثورة عند رؤیة الهلال، وهو مبحث صغیر وددنا من المؤلف لو توسع فیه أکثر مع استقصاء للأحادیث الواردة فیه وأقوال المحدثین علیها، أو اعتماد ما صح منها فقط، ورابعها فی الفرق بین الشهر الشمسی والشهر القمری، وبین خصائص کل منهما، وخامسها أوضح فیه الفرق بین الهلال عند أهل الشرع والهلال عند الفلکیین والتی منها أن الشهر شرعا یبتدئ من رؤیة الهلال بعد الغروب فی أول مفارقته وضع الاقتران ومنها إثبات الابتداء، وسادس مباحث التمهید وآخرها کان للحکمة من خلق الهلال.