عنوان
أسلحة الدمار الشامل و موضع الفقه الأسلامی منها: دراسة مقارنة (فایل منبع موجود نیست)
نویسنده
محل نشر
[بی جا].
ناشر
تاریخ نشر
2016م.
زبان
عربی
توضیح
إن الإعداد للحرب فی الإسلام لیس لإشباع شهوة الحرب، وإنما هو لإرهاب العدو حتى ینزجر ویندحر، ولا تحدثه نفسه بالاعتداء على المسلمین حین یرى القوة الراصدة له، فالإسلام دین سلام یعد للحرب حتى تجتمع له القوة المُمَکِّنَةِ من النصر والغلبة، ولکنه لا یبدأ الحرب ولا یسعى إلیها وإنما یلجئ إلیها مُکرهاً ( ). ومن هنا تبرز أهمیة السلاح کأداة ضروریة فى حیاة البشر، عرفه الإنسان واستخدمه منذ قدیم الزمان ،وتتأکد ضرورته عندما یُراد به إقامة الحق والعدل وردع الظالمین، ونصرة المظلومین، وإیصال الحقوق إلى أصحابها، والدفاع عن المنازل والأوطان، والذود عن حیاة الناس فى مواجهة الأعداء. وفى عصرنا الحاضر حصل تطور هائل فی أسالیب الحرب ووسائلها، فشملت میدانها البر والبحر والجو، وتطورت أسلحتها حتى وصلت قدراتها التدمیریة حداً لا یتصوره عقل ولا یحکمه قانون، ویعتقد کثیر من الناس أن تطویر الأسلحة ، وخاصة أسلحة الدمار الشامل یشکل تهدیداً للإنسانیة کلها نظراً لقدرتها التدمیریة الشدیدة التى لا تفرق بین البشر والشجر والحجر، وبالنظر إلى الأحکام التى استنبطت فى وقت کانت فیه أسلحة الحرب مقصورة على السهام والسیوف والمدافع البدائیة، أصبحت هذه الأحکام الآن لا تتجاوب مع واقع الحال فیما یجرى فى الحروب. یقول الشیخ محمد رشید رضا فى معرض رده على دعوى منع استعمال الأسلحة الناریة بشبهة أنها من قبیل التعذیب بالنار الذی منعه الإسلام: ( نعم إن الإسلام دین الرحمة، وقد منع من التعذیب بالنار کما کان یفعل الظالمون والجبارون من الملوک بأعدائهم کأصحاب الأخدود الملعونین فی سورة البروج، ولکن من الجهل أن یعد حرب الأسلحة الناریة للأعداء الذین یحاربوننا بها من هذا القبیل بأن یقال: دیننا دین الرحمة یأمرنا أن نحتمل قتالهم إیانا بهذه المدافع وأن لا نقاتلهم بها رحمة بهم )( ). وإذا کان هذا هو الحکم فى استخدام الأسلحة الناریة التقلیدیة. فهل هو کذلک بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل؟ من هنا تبرز أهمیة هذا الموضوع ببیان موقف الفقه الإسلامی من استخدام وحیازة أسلحة الدمار الشامل، وحکم الانضمام أو الانسحاب من المعاهدات التى تحظر استعمال هذه الأسلحة .