إن العدالة الجنائیة معروفة عبر التاریخ الإنسانی، حیث أن الجانی دائما یعاقب على الجرم الذی اقترفه، فالعقاب یختلف من جریمة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى وفقا للنظام العقابی الذی تتبعه، حیث أن الهدف من العقاب هو مکافحة الظاهرة الإجرامیة والحد منها وردع المجرمین وإصلاحهم وتحقیق العدالة فی المجتمع، فالعقوبة إذا کانت سالبة للحریة وهی الحبس أو کانت مالیة متمثلة بالغرامة أو بالعقوبتین معا. ولکن بعد التطور العلمی والصناعی والثقافی والاقتصادی وزیادة عدد السکان أدى ذلک إلى زیادة معدلات الجریمة وکذلک إلى اختلاف أنواع الجرائم واختلاف الوسائل التی تنفذ بها، مما أدى إلى زیادة أعداد المحابیس وتکدس الحبس، مما نتج عنه آثار سلبیة ومساوئ کثیرة من العقوبات السالبة للحریة، حیث أن هذه الآثار والمساوئ قد أثرت بشکل کبیر على بعض المحکوم علیهم من النواحی الأخلاقیة والنفسیة
