التجسس ظاهرة بشریة، صاحبت المجتمع الإنسانی، ولاصقت تصرفاتها البسیطة منها والمعقدة، الغائیة أو العفویة على حد السواء، ومع تطور المجتمعات والحیاة المدنیة، وظهور فکرة الدولة، برزت الحاجة له کنمط من أنماط التعامل وقت الحرب أو السلم.
واهتمت به الدول وزادت وتیرة الإهتمام الیوم وبلغت أوجها.
کما تصدت له القوانین والتشریعات بإعتباره بشکل هاجساً مخیفاً، أمام إنتشار مدارس تدرسه ولوبیات تموله لصالح أو ضد دولة ما.
والیوم أصبح من السلوکیات المجرمة فی القوانین الداخلیة والمقارنة وحتى على المستوى الدولی.
وبما أن محل الحمایة هنا هو الدولة وکیانها ارتأینا دراسة هذا الموضوع بشیء من التفصیل من خلال إستقراء تطوره التاریخی وتحلیل ما جاء من مواقف حوله وذلک بالإجابة عن التساؤل الآتی: ما مدى إعتبار التجسس جریمة، وهل یجوز الحدیث عن إباحة الفعل؟ وما هی مختلف المواقف من هذا السلوک الهجین المرغوب؟...