المسئولیة الجنائیة عن الأخطاء الطبیة فی مجال التولید (فایل منبع موجود نیست.)

توضیح

تتمثل أهمیة ذلک البحث فی محاولته تحدید المسئولیة الجنائیة والمدنیة والتأدیبیة للطلبیب فی مجال التولید، خاصة بعد توصل العلم لأسالیب ونظریات فی غایة الدقة والتعقید باستخدام ألات علمیة دقیقة تحتاج لتوافر کم معین من الخبرة لدى الطبیب أو الفریق المعاون له، واشتراک العدید من الأطباء والمعاونین فی هذا العمل یؤدی إلى زیادة نسبة المخاطر واحتمال حدوث أضرار سواء للأم او للجنین، ومن هنا تتولد حالات المسئولیة الجنائیة والمدنیة والتأدیبیة للطبیب عن تلک الأضرار، کما صاحب هذا التطور تحول فی نظریة الأفراد إلى الأطباء باعتبار أن تطور الوسائل الطبیة الناجحة جعل من غیر المتصور أخطاء وقصوراً کان یمکن تقبلها فی الماضی، وهکذا لم یعد یعتقد مریض الیوم فی فشل الطبیب ویرفض القدریة، بل لقد خلط عن علم وإدراک بین حقه فی الرعایة وحقه فی الصحة والضمان والشفاء، فالعلاقة بین الطبیب والمریض هی فی ذاتها علاقة یسودها انعدام المساواة، علاقة یعانی أحد أطرافها من علة وآخر من یضع فیه الطرف الأول ثقته وأمله فی معاونته عن مواجهة ما یعانی منه، بل ویطمح إلى نجاحه فی تخلیصه منه، مثل هذه العلاقة لا یتصور قیامها إلا على الثقة المتبادلة بین طرفیها، کما أن عملیة التولید ترتبط ارتباطا لصیقاً بالحق فی الحیاة والحق فی سلامة الجسم.
ونظراً لأهمیة هذا البحث فقد اعتمدت على أکثر من منهج، فلقد اعتمدت على المنهج الاستقرائی التأصیلی المتتبع للجزئیات التی تکشف عن المبدأ العام لمسئولیة الطبیب فی مجال التولید والأساس الذی تقوم علیه والقیود الواردة علیها، وأعتمدت على المنهج الاستباطی الذی یعتمد على تحلیل القواعد العامة والنصوص القانونیة التی لها صلة بالبحث ومحاولة تطبیقها على المسائل والفرعیات التی یمکن أن تندرج تحتها. ویشتمل الکتاب على الفصل التمهیدی: ماهیة التولید کعمل طبی، الباب الأول: الخطأ الطبی الموجب للمسئولیة الجنائیة فی التولید، والباب الثانی: المسئولیة الجنائیة فی مراحل التولید وعملیات الإخصاب المساعد، والباب الثالث: المسئولیة المدنیة للطبیب فی مجال التولید
لطبیب التولید طبیعة خاصة فهو یتعامل مع أکثر من روح، فهو دائما یبحث عن مصلحة الأرواح التی یتعامل معها، وفی ضوء ذلک تثار العدید من التساؤلات منها ما یدور حول أهمیة حصول طبیب التولید على رضاء الأم الحامل أم رضاء زوجها، وشروط الرضاء المتطلب فی مجال التولید، ومن التساؤلات المهمة، ما هی لحظة الولادة تحدیدا قانونیا وطبیا وما یترتب على ذلک من حقوق یتمتع بها الطفل منذ ولادته وما قبلها من حقوق للجنین؟ وتساؤلات أخرى تدور حول طبیعة وسائل الإخصاب المساعد مثل التلقیح الصناعی وأطفال الأنابیب والحقن المجهری؟ فما مدى مشروعیة استخدام هذه الوسائل؟ ومدى مشروعیة علاج العقم؟ ومدى مساءلة الطبیب عن أخطائه وأخطاء مساعدیه والفریق الطبی؟ وما إذا کانت هناک مسئولیة مدنیة وتأدیبیة على الطبیب فی حالة ثبوت المسئولیة الجنائیة أم لا؟