عنوان
جرائم الاختطاف دراسة مقارنة بين القانون و الفقه الإسلامي(فایل منبع موجود نیست)
نویسنده
محل نشر
اسکندریه
تاریخ نشر
2006م.
مشخصات ظاهری
411 ص.
زبان
عربی
توضیح
دراستنا لموضوع جرائم الاختطاف وما يتعلق بها ويرتبط بها من جرائم ذات خطر عظيم تبين لنا أن هذه الجرائم سعي وإفساد في الأرض، كونها تحدث تأثيراً بالغاً على الإنسان والمجتمع والدولة، ونعتقد أن تطبيق العقوبة السماوية وإقامة الحدود من شأنه أن يحد من هذه الجريمة أو يقضي عليها، ذلك أن الشريعة هي العلاج الحاسم والنافع لكل أدواء هذا الإنسان ومشاكله. حيث أنها جاءت بالأحكام التي يحتاجها الناس في حياتهم وحرصت على توفير السكينة والطمأنينة والأمن للناس، وحاربت الانحراف الذي قد يسلكه الإنسان في أي صورةٍ من الصور، وشددت في عقوبة بعض الجرائم التي قد يقترفها الإنسان وخصوصاً إذا كانت موجهة ضد الجماعة وتستهدف زعزعة الاستقرار والسكينة، وإذا كانت الجرائم كلها تقع على الجماعة والآحاد معاً، فليست في مقدار أثرها عليهما متساوية، فقد يكون جانب الأذى على الجماعة أكبر، وقد يكون جانب الأذى على الآحاد أشد. ولذلك فإن الشارع اعتبر بعض الجرائم اعتداء عليه، واعتبر العقوبة فيها حقاً له، وهي تلك الجرائم التي تخدش الفضيلة ويكون الاعتداء فيها مباشراً على الدين أو على الحكومة التي أقامتها الشريعة وتنفيذاً لأحكام الإسلام. وحيث أن أعظم الإفساد في الأرض هو إخافة الناس على أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، والاعتداء على حرياتهم، وكرامتهم بالخطف، وعلى سلامة أجسادهم بما يصاحب الخطف أو يتلوه من اعتداء وإيذاء جسدي ونفسي، وعلى أعراضهم بما قد يصاحب الخطف أو يتلوه من انتهاك عرض أو اغتصاب، وعلى أموالهم بما قد يؤدي إليه الخطف من مصادره أو نهب أو إتلاف للأموال، وهو الأمر الذي يجعل تطبيق العقوبات الشرعية التي قد تكون قاسيةً أمراً ضرورياً لحماية الأفراد والمجتمعات. وبما يجعل هذا التطبيق- للعقوبـات - يـؤدي أغراضه، ويتناسـب مـع الآثـار الضــارة للجريمة. وأغراض العقوبة في الفقه الإسلامي هي غرض قريب أو عاجل يتمثل في معاقبة الجاني وإيلامه لمنعه من العودة إلى ارتكاب الجريمة ومنع الغير من الإقتداء به، وغرض بعيد أو آجل، هو حماية مصالح الجماعة من أخطار هؤلاء الجناة. ومن خلال دراسة جريمة الاختطاف توصلنا إلى تحديد مفهوم هذه الجريمة، وتبين خطرها وآثارها الضارة التي تلحق بالأفراد والمجتمعات، والدولة مما يستلزم ضرورة التشديد في معاقبة الجناة، وضرورة إيجاد وسائل الوقاية والحماية من هذه الجريمة قبل وقوعها، وهذا يعني أهمية تظافر جهود مختلف المؤسسات والهيئات في الدولة (الأمن - القضاء - الإعلام - وغيرها) لمحاربة هذه الجريمة والقضاء عليها والحزم في التعامل مع المجرمين وتطبيق العقوبات عليهم. وأهمية التوعية بمخاطر هذه الجرائم وآثارها على الأفراد وعلى المجتمعات وعلى الاقتصاد والسياسة وعلى الدولة عموماً.