موضوع المحاماة من المواضیع ذات أهمیة کبرى فی باب الحقوق، وهی نوع من الوکالة الّتی شرّعت لها الأحکام الخاصة فی الدین الإسلامی القیّم، وغیر خفی على من اطلع على مبانی الشریعة ومعارفها أن الوکالة أعم من المحاماة من وجه، وللمحاماة آثار کثیرة ومتعددة فی المجتمع الإنسانی مادیة ومعنویة، حقیقة وحقوقیة، نوعیة وشخصیّة، علمیة وعملیة، والمحامی یتحمل مسؤولیة الدفاع عن الموکل وهو أمر خطیر جداً ولیس بسهل، لکونه أمیناً على ما وکل، وأداء الأمانة والوفاء بالعهد والعقد مما استقل به العقل قبل النقل، والإعتبار قبل الشرع، والمحامی إذا قصّر فی أداء المسؤولیة الموجّهة إلیه من قبل الموکل فهو ضامن لدى القانون وآثم عند الشرع فیعاقب فی الدنیا قبل الآخرة، وأما إذا أدى وظیفته حسب الإتفاق والقرار بینه وبین الموکل فهو مأجور فی الدنیا ومثاب فی الآخرة إذا کان مؤمناً.