عنوان
فقه الاخلاق
نویسنده
محل نشر
نجف
تاریخ نشر
۱۴۱۳ق.
مشخصات ظاهری
756 ص.
زبان
عربی
توضیح
إن الفقه يمثل الشريعة، والشريعة تمثل العدل الإلهي، إذن فالفقه يمثل العدل الإلهي. وبتعبير آخر. إن التعاليم الفقهية إنما شرّعت لأجل إيجاد النظام العادل على الفرد والمجتمع. لا طبقاً لشهوة أحد، وإنما طبقاً للعدل الإلهي، الذي اقتضى الأمر ببعض الأمور والنهي عن البعض الآخر، فكان أن وجد الفقه بمظهره المعروف ومن الواضح عند أهل الفن! ان العدل جزء من الأخلاق لأن القضية الرئيسية والكبرى في هذا العلم هو إدراك حسن العدل، وقبح الظلم. ومعه، فسيكون الفقه كله ناشئاً من منشأ أخلاقي، وهو العدل. مضافاً إلى انطباق هذا المفهوم على كل مسألة من مسائله وكل تطبيق من تطبيقاته. بحيث يكون كل حكم فيه هو عادل، بالدالة الإلهية التي اقتضته. وهذا أحد الأساليب لفهم المقولة بأن الأخلاق تستدعي كل مسائل الفقه وليس بعضها. ومن ناحية ثانية ان فهمنا من الأخلاق التربية العليا والسلوك الأمثل، في مقابل ما للعامة من تكاليف أمكن القول: بأن التكاليف العامة في الفقه هي الواجبات والمحرمات، والتكاليف المعمقة هي المستحبات والمكروهات. وهي التي تربي الفرد في خطوة أعلى من مجرد الالتزام بما هو إلزامي في الشريعة فتكون المستحبات والمكروهات الفقهية، هي أحكام أخلاقية بطبعها.
ومن المعلوم أن هذا الجانب أي المستحبات والمكروهات تستوعب أغلب الفقه من الناحية العملية، سواء بالنسبة إلى الأخبار الواردة فيها أو أكلت المؤلفة أو السلوك الذي تقتضيه. وهذا المستوى يبرهن على أن أكثر أحكام الفقه هي أحكام أخلاقية وحول هذا المستوى سيتم الحديث في هذا الكتاب لأنه الحقل الأوضح من الترابط بين الفقه والأخلاق وعنوانه وان كان هو المستحبات والمكروهات. وهو بالفعل ليس أوسع من ذلك إلا أن مفهوم المستحبات والمكروهات، غير خاص بما هو معروف فقهياً. كالدعاء عند رؤية الهلال أو تقديم الرجل اليمنى لدى الدخول إلى المساجد، بل أن المؤلف تناول على ستة مستويات: المستوى الأول: المستوى الفردي الظاهري كاستحباب النوافل والأدعية ونحوها. المستوى الثاني: المستوى الفردي الاجتماعي، كاستحباب قضاء حاجة الآخرين والسعي في الصلح بين المتخاصمين. المستوى الثالث: المستوى الفردي النفسي، كالتقليل من حب الدنيا والالتفات إلى الرغبة في الآخرة. المستوى الرابع: المستوى الفردي العقلي، كحسن الفهم للأمور الدينية والأخلاقية، واختيار الصالح من الحقائق وطرح الأمور الباطلة والروئية. المستوى الخامس: المستوى الروحي، كالصبر على الشدائد والتسليم لأمر الله سبحانه والخشوع في العبادات والإخلاص فيها. المستوى السادس: المستوى الاجتماعي الفعلي والروحي معاً، وهو محاولة المؤلف إيصاله النتائج الفردية المشار إليها إلى الآخرين، بتعليمهم وتربيتهم على ذلك. ويندرج في هذا الصدد، على سعته، كل الأدعية الواردة والزيارات المنقولة، والنوافل في الصلوات والصيام والحج وغير ذلك كثير. وقد اقتصر المؤلف في كلامه عن أدلة المستحبات والمكروهات في الكتاب والسنة والإجماع والعقل. وحيث إن المستحبات أو السلوك الأفضل شامل لكل مرافق الحياة وحقولها، فكان من المؤلف أن اختار عناويناً لبحثه متوافقة مع عناوين الفقه مثل كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة وكتاب التجارة وغير ذلك، ويكون بذلك قد استوعب الفقه كله ناحية، واستوعب النشاط الفردي والاجتماعي كله من ناحية أخرى.