یعرض البحث قضیة هامة من قضایا العصر تتعلق بالاجتهاد فی أحد جوانبه، حیث تناول الاجتهاد الانتقائی بدراسة مستوفیة شاملة، هذا الاجتهاد الذی تفرضه عدة عوامل فی شتى العلوم و المعارف و إن ترکزت الدراسة على المجال الفقهی بما یتطلبه المقام، فتناولت ضبط مفاهیمه من هذه الزاویة، و کذا تأصیله لمعرفة مدى مرجعیته الشرعیة و التاریخیة، و أهم الدوافع الداعیة إلیه و مجالاته، و بیان معالمه و مقوماته ثم معرفة مقاصده و غایاته. إن هذا الاجتهاد فی باب الفقه ضرورة عصریة حتمیة لحل مشکلات الأمة الإسلامیة، کما أنه یعطی رؤیة تجدیدیة لما ینبغی أن تکون علیه الممارسة الفقهیة الصحیحة تجاه الاجتهادات الفقهیة. و لأن هذا الاجتهاد مطلب مهم، فإن هذا البحث سعى لتقدیمه فی قالب منهجی و بصورة موضوعیة؛ فهو لم یحظ بدراسة تنظیریة من قبل علماء العصر و إن دعوا إلیه فی غیر موضع و عملوا به فی تطبیقاتهم العملیة و ممارساتهم الفقهیة بمختلف صوره.