جریمة غسیل الأموال فی الفقه الإسلامی

توضیح

المال عصب الحیاة, و إن حمایته من الضرورات الخمس التی جاء بها الإسلام, لیحمیها و یحافظ علیها من أی ضرر ینال منها, أو خطر یتهددها, ولا شک أن سلامة الاقتصاد الوطنی یمثل دعامة أساسیة لاستقرار الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة فکان الارتباط والتلازم بین الأمن الإقتصادى, والأمن السیاسی, والأمن الإجتماعى, وشهد العصر الحالی کثیراً من التغیرات والمتغیرات, وظهرت العدید من التحدیات و الأفکار المستحدثة کفکرة العولمة و المعروفة بإزالة الحواجز الاقتصادیة و غیرها بین الدول, ولکن ما یهمنی هو جریمة غسیل الأموال , وهى جریمة مستحدثة تصاعدت أنشطتها فی العقدین الأخیرین بشکل ینذر بالخطر لما شهده العالم من تطور هائل فی مجال الاتصالات و الانترنت , ویترتب على ذلک أن عصابات غسیل الأموال أطبقت على عنق الاقتصاد العالمی فأفرزت نشاطاتها آثاراً خطیرة و مدمرة على کافة المستویات العالمیة, والإقلیمیة, والمحلیة, وهذا أوجد القناعة لدى المجتمع الدولی بضرورة التصدی لهذه الجریمة ومکافحتها, و أعطت الدول منظماتها المتخصصة اهتماما بالغاً بالجرائم المستحدثة , عامة وجریمة غسیل الأموال بوجه خاص من حیث دراستها, وبیان أسبابها, وکیفیة التصدی لها, والاستعانة بکل الوسائل العلمیة المتاحة للتقلیل من آثارها.