قوادح النسب فی ضوء علم الوراثة المعاصر

توضیح

الحمد الله الذی أنزل على عبده الکتاب هدى ورحمة للعباد، والـصلاة والـسلام علـى المبعوث رحمة للعالمین محمد بن عبد االله الصادق الأمین وعلى آله وصحبه أجمعین ومـن اهتدى بهدیه واقتفى أثره بإحسان إلى یوم الدین، أما بعد...... اعتنت الشریعة الإسلامیة بعلاقة النسب لأهمیتها فی ثبات أحوال الأسرة واسـتقرارها الأمر الذی یؤدی إلى تماسک بنیان المجتمع، فأحاطت هذا النسب بسیاج منیـع یحمیـه مـن الفساد والاضطراب، فأرست قواعده على أسس سلیمة واضحة المعالم والأبعاد. ودارت کثیر من أحکام الشریعة حول مقصد حفظ الأنساب واتساق شأنها حرصاً علـى أن تکون الأبوة الطبیعة هی الأبوة النسبیة وأن یکون الانتماء بالدم إلى الآباء انتماء صحیحاً. لذلک حرصت الشریعة على تنقیة النسب من کل ما یقدح فی صدق انتسابه إلى أصـله، فشرعت اللعان طریقاً لنفی النسب، بالإضافة إلى حقائق ثابتة إذا تعارض معها النسب انتفـى کولادة الزوجة لأقل من ستة أشهر من الزواج، أو فی حال کون الزوج صبیاً لا یولد لمثلـه ومن کان فی حکمه. وفی ظل الاکتشافات العلمیة والطبیة الحدیثة فقد لعب علم الوراثة دوراً کبیراً فی مجال نفی النسب من خلال الاعتماد على فصائل الدم والبصمة الوراثیة. وفی هذا الحث تناولت قوادح النسب فی ضوء علم الوراثة المعاصر، فقسمت البحـث إلى فصل تمهیدی، وفصلین آخرین، ووضحت فی الفصل التمهیدی مکانة الأنـساب وفلـسفة الشریعة فی حفظها وذلک من خلال مبحثین، المبحث الأول: مفهـوم النـسب ومکانتـه فـی الشریعة الإسلامیة، والمبحث الثانی: فلسفة التشریع الإسلامی فی حفظ الأنساب. أما الفصل الأول فقد عالجت فیه قوادح النسب عند العلماء وذلک مـن خـلال ثلاثـة مباحث، المبحث الأول: نفی النسب بواسطة اللعان، المبحث الثانی: نفی النسب بواسطة مـدة الحمل، المبحث الثالث: نفی النسب عند عدم أهلیة الزوج للإنجاب. وأما الفصل الثانی فقد بینت فیه دور علماء الوراثة فی نفی النسب وذلک مـن خـلال ثلاثة مباحث، المبحث الأول: مدى اعتبار الشریعة للوراثة فی باب الأنساب، المبحث الثانی: دور فصیلة الدم فی نفی النسب، المبحث الثالث: دور البصمة الوراثیة فی نفی النسب.