حقوق الأقلیات فی الحضارة الإسلامیة

توضیح

فی ظلِّ التشریع الإسلامی حظیت الأقلِّیَّة غیر المسلمة فی المجتمع المسلم بما لم تحظَ به أقلِّیَّة أخرى فی أی قانون وفی أی بلد آخر من حقوق وامتیازات؛ وذلک أن العَلاقة بین المجتمع المسلم والأقلِّیَّة غیر المسلمة حکمتها القاعدة الربَّانیَّة التی فی قوله تعالى: {لاَ یَنْهَاکُمُ اللهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقَاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْـمُقْسِطِینَ} [الممتحنة: 9].
فقد حدَّدت هذه الآیة الأساس الأخلاقی والقانونی الذی یجب أن یُعامِل به المسلمون غیرهم، وهو البرُّ والقسط لکل مَن لم یناصبهم العداء، وهی أُسُس لم تعرفها البشریَّة قبل الإسلام، وقد عاشت قرونًا بعده وهی تقاسی الویل من فقدانها، ولا تزال إلى الیوم تتطلَّع إلى تحقیقها فی المجتمعات الحدیثة فلا تکاد تصل إلیها؛ بسبب الهوى والعصبیَّة والعنصریَّة.