الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمین محمد الهادی الأمین ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى یوم الدین، وبعد…
فإن لکل عصر آلیاته ومستلزماته ومستجداته ، ولکن عصرنا الحاضر امتاز بکثیر من الأشیاء ، من أهمها الصبغة المادیة ، وکثرة الحاجیات والمتطلبات للفرد والجماعة ، وتقارب الزمان والمکان حتى غدا کوکبنا کأنه کوکب صغیر ، والمجتمعات کأنها قریة صغیرة متأثر بعضها ببعض، ومتفاعل أقصاها بأدناها، ولا یستغنی بعضها عن بعض.
وفی ظل هذا العصر المتجدد المتطور تکثر المستجدات ، وتزداد الضروریات ، وتتسع الحاجیات ، وتصبح مساحة المحسنات واسعة لا تحدها حدود ، بل تتحول بعض حاجیات الأمس ضروریات الیوم ، وان ما کان من المحسنات قبل زمن یصبح من الحاجیات فی هذا العصر ، وهکذا ، وهذا من قدر الله تعالى الذی لا محیص عنه .