صائص الإسلام العامة «الشمولیة»

توضیح

1 ـ شمول النظام الإسلامی لکل نواحی الحیاة:
الإسلام هو الدین العالمی الخالد، الذی أنزله الله على نبیه، والنظام الإسلامی ینظم علاقة الإنسان بربه ـ فی العقیدة والعبادات ـ وعلاقته بنفسه بالأخلاق والطعام واللباس وعلاقته بغیره فی المعاملات والعقوبات.
وهو نظام عامل شامل لجمیع نواحی الحیاة نظم غرائز الإنسان تنظیما دقیقا أشبعها إشباعا صحیحا، عالج مشاکله ونظم أموره. فکان الإسلام نسیبج وحدة فی رعایة الإنسان وضمان حاجاته الأساسیة، وکفالة الحقوق الطبیعیة لیکون مرفها فی الحیاة مطمئنا فیها حاصلا على حقوقه وحاجاته بطریقة معینة تمیز بها عن غیره.
فان عجز الفرد عن توفیر حاجاته الأساسیة أو حرم الرفاهیة والتمتع بحقوقه کان على الدولة الإسلامیة، ان توفرها لـه بالطریقة الإسلامیة التی هی أحکام شرعیة عالجت
ـ(364)ـ
هذه الأحکام کل مشکلة تقع للإنسان فی حیاته فی کل زمان ومکان، وکانت هذه المعالجة قائمة على ادراک عمیق ومستنیر لواقع مشاکله، واستنباط صحیح من نصوص الإسلام، وانبثاق دقیق عن عقیدته واتفاق منسجم مع فطرة الإنسان التی فطره الله علیها.
وقد تناول نظام الإسلام جمیع نواحی الحیاة بشکل عام وبأسلوب واحد، ولهذا تجده لا یتناول مشکلة من مشاکل الحیاة على حدة فی عزلة عن باقی المشاکل بل یتناول جمیع المشاکل ویضع لها قواعد کلیة وخطوطا عریضة متفقة مع القواعد العامة الکلیة، حتى تتمشى المعالجة وفق فلسفة کبرى تنبثق عنها هذه القواعد العامة ولذلک کانت طاقة الإسلام قویة وکانت قواعده ثابتة لا تتغیر وصالحة لمختلف العصور والبیئات فتتسع القاعدة الواحدة لکافة الحوادث المنتظمة فی سلکها إذا اتفقت فی حقیقتها.

ولا تتغیر الأحکام بتغیر الزمان أی لا یکون الزمن والعرف سببا للحکم، بل یدور الحکم مع علته الشرعیة وجودا وعدما. ویطبق الحاکم أنظمة الإسلام ویبرز هذا التطبیق فی خمسة نواح: السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والتعلیمیة والحکمیة.
وهذه النواحی الخمس طبقت جمیعها من قبل الحاکم فی مختلف العصور الإسلامیة:
1 ـ اما الناحیة الاجتماعیة: وهی علاقة الرجل بالمرأة والطلاق والنفقة وجمیع ما یتصل بهذه العلاقة التی سمیت فی عصرنا اسما غربیا: الأحوال الشخصیة فإنها الوحیدة التی لا تزال قائمة وموجودة فی جمیع البلاد الإسلامیة وان غیر بعض الحکام جزئیات فیها متأثرین بالمفهوم الغربی للمرأة، وابتعاد الحکام عن الإسلام کنظام وعدم تطبیق أحکامه فی نواحی الحیاة
ـ(365)ـ