عنوان
«طهارة الإنسان بین الفقه السنی والقرآن»
نویسنده
محل نشر
سایت کتابت
تاریخ نشر
2012م.
زبان
عربی
توضیح
خـُـلِـقَ الإنسان فی ثنائیة معجزة من نفس وجسد ، والنفس هی القائد والمسیطر على جمیع أفعال الجسد لأن النفس هی التی تأمر الجسد بالإلهام أن یفعل الخیر أو الشر أن یقول الحق أو الباطل أن یؤمن بالله وحده بلا شریک أو یتخذ مع الله إلها آخر ، فالنفس تُسـَیِّـرُ الجسد فی اختبار الدنیا حتى تنفصل عنه بالموت ، وخلال فترة الاختبار الدنیوی مطلوب من کل إنسان أن یُطََـهّـرَ نفسه وجسده ، ولذلک فإن الطهارة على قسمین : الأول:ــ (طهارة حسیة) وهی طهارة الجسد بالماء کما فی الوضوء و الغـُسل ، الثانی:ــ (طهارة معنویة) وهی نقاء العقیدة وعبادة الله وحده بلا شریک وتزکیة النفس والسمو الخـُلقی ، ولکن الجسد والنفس یعیشان معا (کمُـتَّبَع وهی النفس ، ومُـتَّبِـِع وهو الجسد) ویقع الجسد أسیرا لإلهام النفس البشریة مع بدایة خلق الإنسان وتحدیدا مع سن التکلیف ، وانتهاء بالموت ورجوع النفس لعالم البرزخ ، ورجوع الجسد للأرض لیتحلل ویتحول إلى تراب وهو أصل کل البشر ، وهنا تتجلى أهمیة النفس وأفضلیتها على الجسد ومسئولیتها عنه ، وبالتالی فإن طهارة النفس أهم وأعم من طهارة الجسد ، ولیس معنى هذا أن نهمل طهارة الجسد ، ولکن من وجهة نظری أرى أن معظم المسلمین وقعوا فی خطیئة تقدیس الجسد والإفراط فی الحدیث عن طهارته ونظافته وهذا ما وضح جلیا فی صفحات الفقه السنی ، فعلى الرغم أن الجسد فی نهایة الأمر یتحلل ویتعفن ویتحول إلى تراب ، إلا أن معظم المسلمین اتخذوا طریق التدین الشکلی المظهری الذی یعتمد على المنظر العام للإنسان (اللحیة ، والبنیان ، اللباس ) متجاهلین تشریعات القرآن التی تحدثت عن الطهارة حیث جاءت فی معظمها تتحدث عن طهارة العقیدة وطهارة النفس ، وهذا هو موضوعنا الیوم:ــ